مخالب جامعة الدول العربية

 

منذ زمن ليس بالقريب , اصبحت جامعة الدول العربية عبارة عن مؤسسة ورقية ,تغرق في مجموعة كبيرة من الامراض المستعصية وفي مقدمتها وهم القيادة ,فهي تعد نفسها مؤسسة تقود المجتمع العربي من خلال ممثليه وتؤثر في الاحداث وتتأثر فيها...وهذا هو الوهم الذي أحاط بعمل جامعة الدول العربية وممثليها وهم مجموعة من الدبلوماسيين العرب المقيمين في القاهرة ,بأجواء ثرائية اصابت فخامتهم بالتخمة والتخمة المفرطة...... و صارت قراراتها معيبة ومخجلة في كثير من الاحيان تمثل رأي الدول الخليجية ,التي تتعامل مع أي حدث من خلال التحويلات المالية وشراء الذمم..وهي سياسة تلك الدويلات في مختلف الصعد الاماندر منها.......وليس آخرها التباحث في كرسي الجمهورية العربية السورية ..وكيفية منحه للمعارضة السورية...في محنة يدفع ثمنها الشعب العربي السوري الكريم من ماله ودمه وراحته وكرامته...

وبغض النظر عن أحقية من في حكم وقيادة الشعب العربي السوري...وبعيدا عن تفصيلات الاسباب والنتائج للحرب الدائرة هناك....فقد كان تعليق عضوية الجمهورية العربية السورية في جامعة الدول العربية ومحاولة اعظاء هذا الكرسي المتهالك في القدم الى جهة المعارضة السورية ..قرارا مضحكا مبكيا في آن واحد

من الممكن القبول بتجميد عضوية الجمهورية العربية السورية ؛لسبب ما تقره جامعة الدول العربية ,لكن ما هي الاسس القانونية ,التي اعتمدتها تلك الجامعة لكي تمنح هذا المقعد الى جهات سورية غير رسمية حتى اللحظة ,مختلف في قبولها وتوصيفها عند كثير من الكتاب والباحثين مع تعدد أطيافها وألوانها ..المقبول منها والمرفوض..على حد سواء ....

سابقة عجيبة غريبة لاتمت بصلة لسند قانوني أو أخلاقي سوى الانصياع لقرارات دويلة قطر ومن لف لفها من الباحثين عن الارصدة البنكية في الخارج....

هكذا تعلن جامعة الدول العربية عن نفسها وتفضح سياستها واخلاقياتها...فهي لاتنظر بأي عين الى وضع الجنوب اليمني الذي اغتصب بقوة سلاح جيش الشمال وبمباركة قادة الحرس الجمهوري العراقي آنذاك ؟؟؟؟ومازال السودان يعيش حالة الشتات وتوالي الانقسامات الجغرافية ...فيما تتبدل الثياب في مصر بين ليلة وضحاها ولا أحد يخمن الى أين تتجه الامور..؟؟؟؟ والعراق نزيف الدم اليومي وساحة للمخابرات الدولية والاقليمية ,, عرضة للتقسيم وهو في مهب الريح....فيما يسود الغموض المشهد الليبي ..ويسكت الجميع عن حالة الغزو العسكري للمليشات المتطرفة ولاسيما في بنغازي ودرنة الليبيتين... وتبقى تونس الجديدة من أهم مصدري المسلحين الى أوربا والعالم العربي ...على مرأى ومسمع من الجميع... وتدوس الالة العسكرية الخليجية شباب البحرين وتنتهك العرض والمال...ولابواكي في البحرين ..مثل ما تباكى الجميع على كرسي سوريا في جامعة الدول العربية..والتي هي مخالب القط الهرم ليس إلا....سيكون القادم من الايام صعبا عليها ؛حين تشعر بأنها مجرد رأي خليجي ليس إلا.. ودبلوماسية ورقية لاتنفع ولاتضر...