نظرية المؤامرة ونوري المالكي


مع كلِّ مصيبة أو كارثة أو معضلة أو فضيحة فساد تمر بالعراق يهب المالكي وزبانيته بإلقاء التهمة على مؤامرة خارجية، وكأنما العراق لا يحمل إلا بذوراً طوباوية نقية لا رفث فيها ولا فسق!!! ، ولا يكاد حديث لحكام العراق ومنذ احتلاله يخلو من التعلق بهدب هذا التفسير الركيك لكل فشل ينتابهم.

نعم سمعنا وشاهدنا المالكي ومنذ ثمان سنوات خلت من حكمه يخرج بخطاباته وتصريحاته الرنانة عبر القنوات المتلفزة مع كل ازمة امنية أو سياسية يكيل الإتهامات لدول الجوار وخارج الجوار كونها وراء ذلك الفعل متمسكا بنظرية المؤآمرة على العراق الذي جعله المالكي( يتمتع بدستور أمثل لجمهورية العراق) حتى بات ليوصف من بين كل دول العالم بأن مدنه (مثالية وخيالية في النعيم) كمدينة أفلاطون الفاضلة ، ومدينة الشمس لتوماسو كامبانيلا مثلا. ويستطيع أي مبتدئ بالعلوم الاجتماعية والسياسية أن يربط بين مسارين متوازيين هما: أنه كلما ازدادت بنية التخلف في بلد كلما زادت بالمقابل تفسيراته الغيبية والخرافية والتآمرية. إنه هروب سهل من محاولة القضاء على المشاكل بتعليقها على مشاجب الآخرين.

نحن ندرك كما يدرك الكثيرون أن المؤامرة القادمة من الخارج تكون طامعة في تغيير واقع بلد يشكل خطرا أو منافسا عليها سواء في تقدمه الزراعي أو الصناعي أو السياسي ، أو العلمي ، أو العمراني ، ذلك لكون أصحاب تلك المؤامرة من حكومات الجوار يخشون أن تجد شعوبهم تتطلع لتجربة رائدة قد حققت في هذا البلد وتسعى للتغيير.

نعم من حق المالكي على وفق ذلك أن يتحدث عن نظرية المؤامرة كونه أوصل العراق الى مصاف الدول المتطورة التي تجعل تلك الحكومات تخشى من هذا التقدم غير المسبوق من خلال ( القتل على الهوية / والهجرة

والتهجير / والفساد الذي ازكم الأنوف وجعل العراق في المرتبة الأولى في هذا المجال / وإثارة الطائفية / ووجود الآف من المعتقلين / والبطالة المتخمة/ وتدني الخدمات على المستويات كافة / وفقدان الأمن والأمان من خلال تفجير المفخخات / وقتل الكفاءآت العلمية / وعدم فتح التجنيد الإلزامي لعموم العراقيين .... الخ).

وبعيدا عن المنهج العلمى والتفكير المنطقى للوصول على حقيقة وقوع حدث ما ، وهى وسيلة بعض العقول لإلقاء التهم على الاخرين وهي عند المالكي وما يسمى بالسياسيون الجدد الذين قدموا مع الدبابة الأمريكية شماعة يعلق عليها ما ارتكبوه من جرائم بقصد ابراء الذمة من اي مسؤلية ، واخرون يرونها عملية القصد منها احيانا التنصل من عناء البحث عن اسباب وقوع شيئ ما، ولذا فان مصطلح المؤامرة يزيد ترويجه ليستغلها لزرع العقول بالوهم .

لقد اسرف عقل المالكي فى استخدام فكرة المؤامرة لتغطية عجزه فى الميادين كافة وما زال على عهده من الفشل السياسى والاقتصادى والمبالغة فى اتهام غيره .