المـاعنـده شغـل

بعد ان تابعت هوس الحملات الدعائية للانتخابات، صرت على يقين بان المرشح اليوم لا يفكر بما سيقدمه للمواطن بل انه منشغل بكيفية الضحك عليه كي يستحوذ على صوته. وان كان الضحك على عقول الناس يأتي بدرجات، كما الفساد، فان ائتلاف دولة القانون المخضرم هو الأكثر هوسا بحب الضحك على الشعب. سأقف عند واحدة من دكايكهم اليوم وقد أمر على أخرى غدا.
الحجي نوري المالكي سافر بحملته الدعائية للبصرة. كان ذلك يوم الجمعة الفائت. البصرة تشغل الرجل دائما وتقلقه خاصة بعد ان خسرها ربعه في الانتخابات المحلية وطار منه منصب المحافظ. أعلن مكتبه في يومها انه "زار دولة رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي محافظة البصرة اليوم، وافتتح خلال الزيارة مستشفى البصرة التخصصي للأطفال ومركز البصرة للعلاج الإشعاعي".
هاكم الرابط:
http://www.pmo.iq/press/2014/4/1104201401.htm
هذا المستشفى سبق ان افتتحه محافظ البصرة ماجد النصراوي قبل زيارة المالكي بسبعة أيام. وهاكم الرابط:
http://www.basrah-health.com/bhd/anews662.html
ماذا يعني ان تفتتح ما كان مفتوحا؟ أما انك تضحك على عقول الناس او ما عندك شغل وعمل. ولأن المستشفى يرقد فيه مرضى لأنه مفتوح قبل أسبوع من فتحك إياه، فانك تضحك على المريض وليس على الصاحي فقط.
ولأسأل الحجي: ماذا ستقول لزوجتك لو انها فاجأتك بشراء بدلة لك من نفس المحل ونفس اللون ونفس الماركة التي اشتريتها قبل أسبوع؟ يابا عوف البدلة ولنقل تخيل نفسك عندما كنت بالشام واشتريت مكنسة كهربائية. ووره أسبوع اجتك ام الجهال مشتريه نفس المكنسة من نفس المحل. بربك، أما تقول لها ان هذا تبذير وحرام؟ أما سيحترق قلبك على هذا التطشير الماله معنى؟ لعد ليش من تبذر أموال أولاد الخايبة لا قلبك يحترق ولا تشعر بالذنب؟
أعرف ان انصارك سيقولون ان إعادة مراسم الافتتاح لم تكلف سوى كم ألف دولار. والذين ابتلوا بولايتيك سيردون عليّ يمعود هاي ما تجي قطرة ببحر الأموال التي سرقها فلاح السوداني وغيره. جوابي لكليهما، ان المشكلة لا تكمن بالمال المسروق بل بالعقلية التي تستبيح الكذب على الناس والضحك على عقولهم.
ان من لا يحترق قلبه على مال الناس، لا تهمه ارواحهم ولا حتى اعراضهم. ومن يشتري التصفيق باحتفالات افتتاح مزيفة، لا يبالي لو تضاعف عدد قتلانا آلاف المرات برعاية سلطته الأمنية.
من الله ما تخافون .. من عباده ما تخافون .. مستحه هم ما تستحون.
انا لله وانا اليه راجعون