زمن العجائب !!! تيتي .. تيتي

بين الشريف ، النظيف والعفيف ، وبين الفاسد ، السارق والمنافق ، فرق كبير يراه المجتمع والشخص ذاته ، فعندما يقف الانسان امام المرءآة ، وينظر الى نفسه فان كانت صفاته شريفة فهو ينظر نظرة فخر واعتزاز واحترام الى شخصه ويرفع رأسه ويتبختر في مشيته ويشعر بالسعادة ..... على عكس الاخر ، الفاسد ، فهو لايريد ان يرى نفسه في المرءآة ، وان صدف ورءآها (في المرآة او في عيون الاخرين)، فهو يضع الاعذار تلو الاعذار ليبرر افعاله المشينة ويحاول اقناع نفسه بتلك الاعذار ..... ونحن اذ نقوم بعملنا اليومي من الصباح الى المساء ، ينكشف لنا اخر النهار نتيجة عملنا ، فاما ان نفخر به ، او نخجل منه .....
التيتي رجل شريف ذو عمل شريف ، يقدم نفسه وراحته في سبيل واجبه وعمله ، وهو احد العاملين في قطار الركاب ، حيث يمر على الراكبين للتاكد من قطعهم لتذاكر السفر وان وجد احدهم مخالفا وليس له تذكرة فيقوم بقطع التذكرة له ولكن بسعر مضاعف ، وكباقي الناس فان للتيتي زوجة واطفال يودعونه حين سفره وينتظرونه عند عودته ولكن التيتي غير كل المسافرين فهو لايكسب شيئا من سفره سوى الراتب الذي يتقاضاه كل نهاية شهر ، ولذلك انطبق عليه المثل الشعبي (تيتي تيتي مثل ما رحتي اجيتي) .....
شاهد الحال في هذا المقال ، نحن الشرفاء اليوم اصبحنا كهذا التيتي!! وانطبق علينا المثل الشعبي ايضاً ( تيتي تيتي مثل ما رحتي اجيتي ) ، نحن الذين كنا في العهد البائد نسكن في بيوت الايجار بسبب الوضع الاقتصادي المزري ، ولكوننا لسنا من ازلام ذلك النظام او المستفيدين منه ، لكن وبعد سقوط النظام السابق ومجئ النظام الديمقراطي ودولة القانون ( بس بالشعار) !! لازلنا نسكن في نفس البيوت وبالايجار !! رغم ان الاخرين ذهبوا واستولوا على اراضي الدولة ونحن ننظر ونقول ماذا يفعل هؤلاء انه مال عام لابد للدولة ان تقوم بطرد هؤلاء المتجاوزين!! ولكن مضت السنون والاعوام وجاءت الطامة الكبرى بان تعد امانة بغداد وامينها (عبعوب) بتمليك تلك الاراضي لشاغليها ، ولقد نجح (عبعوب) بهذه الكذبة الانتخابية !! ، لنرى كيف استقبلته الجماهير بعد عودته من رحلة العلاج !! ، والمفارقة حضور القوات الامنية في استقباله !!! ولا ادري لماذا فهو لم يعد يمثل اي منصب خصوصاً بعد سحب الثقة منه من قبل مجلس النواب !!!؟ .....
واصبحت لا ادري انحن شرفاء لم نستولي على المال العام ام نحن سذج ؟!!
اؤلائك فاسدون ام انهم اخذوا حقهم عنوة ؟!! اهذه هي دولة القانون ؟!! اريحوني فان الشك يقتلني .....
اجيبوني احقا انه وطني؟!!