السنيد و البحث عن السلم قصة لا تنتهي

في تصريح لافت يقول السيد النائب رئيس لجنة الأمن والدفاع حسن السنيد ان ساعة الصفر سوف تعلن لاقتحام الفلوجة بسبب عدم التوصل إلى اتفاق سلمي مع أهالي الفلوجة ..
في باديء الأمر لا احد يزايد على قوة وتضحيات الجيش العراقي و من ينكرها كمن يحاول سد الشمس بغربال لان جيشنا وطني لكل العراقيين وحامي لجميع الطوائف والأديان و المذاهب .
جيشنا العراقي له صولات وجولات في محاربة الإرهاب و هو ما انفك يقاتل اي بؤرة يوجد فيها مجاميع مسلحة تريد استهداف النسيج الاجتماعي للشعب العراقي .
سيادة النائب وهل ذهبنا بجيوشنا بحثاً عن السلم ؟؟ وهل تذكر تصريحك السابق عندما قلت اي مبادرة لحل الازمة هي بمثابة التنفيس عن المسلحين ؟؟ الا تذكر الدعوات للسلم التي اطلقها الكثير من الزعماء والشركاء لحقن الدماء لان جميع الدماء مقدسة وكل من يسقط هو خسارة كبيرة لا تعوضها المواقف .
سيادة النائب فلنعترف بأننا خسرنا الحرب هناك لأننا خضناها بحماس القائد الملهم و خضناها بحثاً عن أسطورة الرجل الشرقي الذي تحول الى زعيم العالم لمكافحة الإرهاب .
فشلنا يا سيادة النائب و لم يكن الفشل عيباً يوماً ما و أديسون و الكثير من عباقرة التاريخ بدأوا مشاورهم بفشل ولكن لم يصروا عليه واستمعوا لنصائح المختصين فكيف بمن يقود امة !
سيادة النائب اني اخاطبك كونك من المتحمسين لتلك الحرب و كنت من المخططين لها و روجتم لها بحثاً عن مجد يؤهلكم لاعتلاء عرش طائفة معينة .
خضناها ومنذ ثلاثة اشهر و مجموع ما بحثنا فيه عن السلم هو ثمانون يوما . حاصرنا المدن و خسرنا اعداد ضخمة من الجنود ثأراً لجنرال لنخسر جنرال آخر مع خيرة الضباط والمراتب العسكرية و المدنيين .
ماذا لو جلس القائد العام للقوات المسلحة قبل سنة مع الشيوخ و اهل المحافظة و إعطائهم الامتيازات التي وعدهم بها مؤخراً مع شيوخ عشائرية لتلك المنطقة و التي لم تفد لانها جائت بوقت متأخر و قد قرعت طبول الحرب لان إعلان الحرب يبدأ بكلمة وينتهي بدماء غزيرة تحرق الأخضر واليابس فلو دخلنا المدينة و نحن نمسك غصن الزيتون بكف والسلاح بكف آخر وحشدنا الناس لبناء مدينتهم و لتتم عملية عزل تكتتيكي للمسلحين ومن ثم مسك الحرب بأقل عدد من القطعات العسكرية وترك الأخريات خارج المناطق وخضناها دون ضجيج لكان الواقع اسلم .
سيادة النائب خسرنا الحرب لأننا قسمنا الناس الى صنفين فكل من يبحث عن سلم قيل عنه انه مع داعش ولعن الله داعش اينما حلت و لتستخدم ورقة الحرب لتسقيط الخصوم السياسيين و تصوير كل من يتحدث عن السلم على انه معهم وليتك كنت موجوداً في احد مجالس عزاء الجنود عندما اتوهم في اليوم الثاني ليعطوهم الجزء الثاني من الجثة الشهيد !
سيادة النائب ان إعلان الحروب يستخدم كآخر الاوراق المتساقطة و لا يجب ان نعلن الحرب ثم نذهب لبحث الحلول السلمية لان هيبة الجيش ستسقط وبسقوطها نخسر اهم مقومات الدولة المدنية الحديثة .