بكائية "البنى التحتية

كما في لعبة "الأغلبية"، أكثر دولة القانون من اللعب على حبل "قانون البنى التحتية" الذي رفض مجلس النواب إقراره. كانت اللعبة ان يناشد مجلس النواب السماح له بان يقترض المبلغ على طريقة "حدّث العاقل بما لا يليق". ولأن اللعبة ما نجحت بكى المالكي وتباكى الذين من حوله على الظلم الذي ألحق به. يبكي وهو يعرف ان البنى التحتية تشترى. وان كان يريدها فعلا فتحت يد حكومته 150 مليار دولار كافية ان تنافس ما تحت دبي وطوكيو من بنى ولا يحتاج لذلك قانونا. ما ادري ليش العنده فلوس خير من الله يحب يتداين؟ هسه لو ما عنده لقلنا "منين يجيب يا خلك الله؟"
مع جل احترامي للقراء أقول، ان الغبي فقط هو من يقدّم البنى التحتية على البنى الفوقية. وما من أمة تقدمت في هذا الكون ان لم تكن قد اهتمت أولا ببناها الفوقية. يقول الأكاديمي الصديق سيّار الجميل في واحدة من محاضراته الرصينة "من الذي يخلق البنية التحتية في البلاد؟ انه ذاك الذي امتلك البنية الفوقية. والأخيرة اصعب في تحقيقها من الأولى، لأنها غير قابلة للشراء والاستيراد أو للاستهلاك الرخيص. إنها باختصار: صناعة للقوى البشرية الفاعلة بما تمتلكه من خبرات وثقافة وتكوينات وتجارب وذهنيات وأفكار وإبداعات ومنتجات في كل ميادين الحياة العربية وحقولها".
وباختصار شديد ومبسط أيضا: ان من يمثل البنى الفوقية هو الإنسان .أما التحتية فتمثلها المشاريع الخدمية من المجاري إلى وسائط النقل وما شابهها من المنشآت الخدمية. فان كانت حياة الإنسان أرخص من التراب عند حكومة مثل حكومتنا فبماذا نفسر بكاء مختارها على "التحتية"؟
أفضل الإحصاءات تفاؤلا تقول باننا نفقد بالشهر 1000 قتيل بفعل جهل وعدم كفاءة من يدير الملف الأمني. فهل مثل هذا يصدق في دعواه بانه يسعى لخدمة الإنسان العراقي؟ عندما يُقتل ألف عراقي بشهر واحد والمسؤول لا يفتح فمه ولا يعتذر ولا يستقيل فما النفع الذي نرتجيه منه حتى لو فتح ألف بوري مجاري وبنى ألف مطار أو صلى ألف ركعة باليوم؟
قال الكبير عبد الحسين أبو شبع:
صار الربيع ومشت ناس بغنمها تحت
وأنت على الماي تبحث وبصخرتك تحت
تزعم خبير وتدير أمرك وفرصة تحت
ما أنتجت خير والقايش ابراسك ركب
عالركب تحبي كمت ما وصّلنك ركب
لا انته كاعد وساكت لا تساير ركب
كل خير ما بيك شفتك فوك شفتك تحت