هل أصبح عدو ألامس حليف اليوم

البعث حزب محضور وقد ذكر الدستور ذلك لا اعرف في اي فقرة، لكنني سمعت من يقولها عشرات المرات، وبعد كل تفجير يزهق ارواح الابرياء، سمعته يقول (ان من وراء هذه التفجيرات هم البعث والقاعدة، البعث المحظور والقاعدة الارهابية)، فما الذي جرى حتى يكون انصاف البعثيين دعاية انتخابية او مدخلا لإعلان دعائي يسبق ولاية ثالثة على الابواب؟ وهل ان الوقت حان لأنصاف البعثيين؟ ام هل ان البعثيين ورقة المالكي الجديدة في ظل هذا التخبط الكبير بسياسة البلد الداخلية والخارجية؟ ثم ان هناك سؤال ملح، وهو ان المالكي أنصف البعثيين، ولكن ممن أنصفهم؟ من ضحاياهم مثلا؟ ام انه أنصفهم من شركائه الذين وصفهم بالأخطر من الارهاب؟ وإذا كان شركائك هم من أخطأ بحق البعث ورجاله فماذا كنت تفعل طوال ثمان سنوات تصرمت بالفقر والفساد؟ فمن يقول ان العراق لم ينصف الضحايا، أشرنا له بأيدينا وقلنا هذا هو حزب الدعوة، هو الحزب الحاكم، ومن قال ان العراق الجديد لم ينصف البعث (الكافر) قلنا له صه، المالكي أنصفهم وها هو يعطيهم نصف حكومة، ونصف وزارات الحكومة، حتى السيادية منها، على ان لا تحصل القوى السياسية الاخرى (الخطيرة) على مكاسب سياسية تعيق عمل المالكي وشركاؤه الجدد. سنجمع النقيضان وسحقا للمستحيل، حكومتنا الجديدة سيكون نصفها بعثي ونصفها الاخر (دعوجي) في علاقة جدلية تشبه علاقة القط بالفأر، الجلاد والضحية، المجرم والواقع عليه الجرم، لأحداث توازن موضوعي من شأنه ان يخلق حالة من الارتضاء لدى المواطن المسكين. لن نفهم ما يدور في هذا البلد مطلقا ما دام هناك من يلتف على النواميس والدساتير، ولن تقوم لنا قائمة إذا لم نعلن ذلك على الملأ بان لا نعيدهم الى السلطة مجددا