الى تاج راسي الناخب العراقي
 
صبحكم الله بالخير ...
أياما معدودات ... بيننا وبين ملحمة التغيير التي أنتظرناها  طويلا والتي يقع الثقل الأساس لتحقيقها على كاهل الناخب العراقي البسيط الفقير المظلوم المحروم من أبسط مقومات العيش الصحيح .
عليك أخي الناخب وأنت تتهيأ للأدلاء بصوتك الثمين أن تتذكر المآسي التي مر بها العراق منذ دخول القوات الغازية المحتلة أرض المقدسات الى يومنا هذا ، وأن تتذكر معاناتك اليومية في كل خطوة تخطوها ، وأن تقرأ في عيون أطفالك البؤس والحرمان والذل وهم ينظرون الى أطفال العالم يتمتعون بحياة مرفهة وعيش رغيد كريم .
لاتغرنك الشعارات البراقة والهتافات الرنانة والصور الجميلة فهذه الحملان الوديعة التي تشاهد صورها في كل شارع وزقاق ستنقلب بعد يوم الانتخاب الى وحوش كاسرة ضارية وعقارب لادغة تمتص من قوتك وقوت عيالك كل فلس صرف في الحملة الأنتخابية ، وسوف يجعل منهم كرسي الحكم قياصرة وأباطرة وملوك وأصحاب معالي لا ينظرون اليك بطرفة عين .
تذكر جيدا أن صندوق الأنتخابات ليس سلة مهملات ، فلا تضع فيه أسماء مكانها مزبلة التأريخ .
تذكر أن الحبر البنفسجي الذي سيتلطخ به أصبعك يوم الأنتخاب سيزول بعد يوم أو يومين ، أما المرشح الذي سوف تنتخبه فسوف يبقى جاثما على صدرك ولا يزول ألا بعد أربع سنوات .
تذكر أن المبالغ التافهة والهدايا والعطايا التي يوزعها المرشحون اليوم سيأخذون بدلها أحلامك وأمنياتك  وأمنك وسعادتك.
لا تصدق كل ما يقولون فالكثير منهم يبكي على الحسين في مجالس التعزية ، ولما يخرج منها يتصرف كأنه يزيد بعينه .
أنتخب من تؤمن بأنه النزيه النظيف  الذي يحب العراق والعراقيين كجسد واحد موحد لا تفرقه تقسيمات المحتلين وأذنابه ولا مصائب الزمن .
لا تسكت عن حقك وطالب به ، فأن سكت فأن المقابل سيتصرف كأن تنازلك عن حقوقك هي من المسلمات .
وأخيرا ...
هل ستنتخبون ؟
أم كالعادة ستبقون ملازمين لشاشات التلفاز يوم الأنتخاب وبعدها تبكون وتشكون وتصرخون وتنتحبون ؟؟؟
(( فنادوا ولات حين مناص )) صدق الله العظيم