جحا وأسطبل الحاكم..

كان أمير البلد يزعم أنه يعرف نَظم الشعر, فأنشد يوما قصيدة أمام جحا وقال له: أليست بليغة.؟ فقال جحا: ليست بها رائحة البلاغة, فغضب الأمير وأمر بحبسه في الأسطبل,فقعد محبوسا مدة شهر ثم أخرجه, وفي يوم آخر نَظم الأمير قصيدة وأنشدها لجحا, فقام جحا مسرعا,فسأله الأمير:الى أين يا جحا.؟ فقال: الى الأسطبل يا سيدي.
الأمثال تضرب ولا تقاس؛ بالأخص في دولة الديمقراطية, وزمن الديمقراطية, حين يصدر الأمير
القرارات والتصريحات, بغض النظر عن صحتها من عدمها, وفائدتها من ضررها.
فهيبة الأمير من هيبة الدولة, وطاعته فرض واجب على الرعية, لكن حين يخرج أحد الرعية ويبرر أقوال الأمير؛ ويقلب الحقائق ليوهم الناس بمصداقية طرح صاحب الجلالة, وهو على يقيندامغ من خطأه..؟, عذرا يا رويعي(اللوكي),هذا غير مبرر منك ولا مقبول.
أحد المحللين السياسيين يقول: أنا أشكر الله أن من على العراقيين بنعمة الإنتخابات, وتهافت الاحزاب للعمل على تقديم صورة براقة لناخبيها, ثم العمل على إعطائهم, بفترة الانتخابات فهي فترة ذهبية للناس, حيث يصبحوا فيه كالابن الأصغر المدلل لدى أبويه, كل منهما يسعى لنيل وده ورضاه, ونشكر حضرة الأمير على إفراح الناس بقانون التقاعد, وتوزيع قطع الأراضي, فأنتهز حضرته تهافت الاحزاب, وميلهم للناخب ليمرر تلك الخدمات والقوانين, وبالتالي ينعم المواطن بالخير والرخاء..؟!.
جزى تعالى دولة رئيس الأمراء على تلك الومضة الخفية والالتفاتة السخية, فهو بحق قد أصاب الهدف, وحقق طموح المسحوقين بذلك, هنا أود التذكير بأن يشرع البرلمان الجديد, بأن يجعل يوم الانتخابات البرلمانية عيد وطني سعيد, فمعظم الناس ستأخذ(عيدية), من المرشحين لنيل ثقتهم واصواتهم, ولكن لا ينسى المواطن إن تلك العروض محدودة لفترة معينة فقط, وبعدها (ترجع ريمة لخمط الغنيمة), ويرجع كاظم يأن على ليلاه من جديد.
الجدير بالذكر ان الفيضانات لم تكن بسبب الأمطار..!
والحفر التي في الشوارع كذلك..!
والاتربة المكررة على ناصية الجزرة الوسطية..!
والارهاب لم يكن بفعل القاعدة! بل بسبب الجامع فالبلد عبارة عن ترانزستر قاعدي يقوم بعزل وابعاد الحالات الايجابية, وابراز السلبية منها.
والجدير بالذكر مرة أخرى بواسير الشيخ لم تكن قضاء وقدر بل بفعل فاعل.. واعادة كبار ضباط البعث المنحل ليست مصلحة وطنية, ما أجمل المصلحة الوطنية, وما أجمل عملة الخمسين فلسا تجوب بها انحاء العاصمة, داخل اروقة المصلحة الوطنية, يقولون إن للعقل ثلاث انواع.
ـ عقل برهاني, وعقل تبياني, وعقل زماني مكاني, يقوم بحرف الافكار المسمومة وتحويلها لأفكار سليمة سهلة التصديق والوثوق.
وأخيرا لا أعرف هل يستمر جحا بتتبع قدماه التي تسوقه الى الأسطبل أم سيكف حضرة الأمير عن نظم
الشعر, والالتفات للشعب المسحوق, فالشعر يمكن كتابته في أوقات الفراغ وتأجيله, لكن عمل اليوم لا يؤجل
للغد.