عبيد الله بن الحر الجعفي ووقوفه على مسافة واحدة ما بين الإمام الحسين (عليه السلام) وجيش يزيد (لع)

الدروس المستوحاة من كربلاء العشق والإباء والتضحية والعطاء لا تنتهي ولن تنتهي وها هي كربلاء تعطينا درسا آخرا ينفعنا في تشخيص وتعرية بعض المنهجيات الخاطئة والتي أصبحت منهجية يتبناها أغلب من يدعي انتمائه للحسين (عليه السلام) وغالبية الناس تدافع عن هذه المنهجية بلا أي تحقيق وتدقيق بل إنها الإتباع الأعمى ... 
محطة من محطات كربلاء الحسين (عليه السلام) تفضح وتكشف زيف منهجية المسافة الواحدة نعم لا تستغربوا فاقرءوا وعوا 
قال الشيخ الصدوق (رض) في أماليه ص219 ... ثم سار الحسين (عليه السلام) حتى نزل القطقطانة، فنظر إلى فسطاط مضروب ، فقال : لمن هذا الفسطاط ؟ فقيل: لعبيد الله بن الحر الجعفي فأرسل إليه الحسين (عليه السلام) فقال : أيها الرجل ، إنك مذنب خاطئ وإن الله عز وجل آخذك بما أنت صانع إن لم تتب إلى الله تبارك وتعالى في ساعتك هذه ، فتنصرني ويكون جدي شفيعك بين يدي الله تبارك وتعالى .
فقال : يا بن رسول الله ، والله لو نصرتك لكنت أول مقتول بين يديك ، ولكن هذا فرسي خذه إليك ، فوالله ما ركبته قط وأنا أروم شيئا إلا بلغته ، ولا أرادني أحد إلا نجوت عليه ، فدونك فخذه . فأعرض عنه الحسين ( عليه السلام ) بوجهه ، ثم قال : لا حاجة لنا فيك ولا في فرسك ، وما كنت متخذ المضلين عضدا ، ولكن فر ، فلا لنا ولا علينا ، فإنه من سمع واعيتنا أهل البيت ثم لم يجبنا ، كبه الله على وجهه في نار جهنم.

إن عبيد الله بن الحر الجعفي حينما وقف على مسافة واحدة من الإمام الحسين (عليه السلام) وجيش يزيد (لع) وقابله الإمام الحسين (عليه السلام) وعرض عليه نصرته ويكون جده شفيعه إلا أن عبيد الله رفض هذا العرض وكان رفضه بسبب خوفه من القتل وعرض عبيد الله على الإمام الحسين (عليه السلام) دعما ماديا إلا أن الإمام الحسين (عليه السلام) رفض ذلك حينما اعرض عنه بوجهه لأن الإمام الحسين (عليه السلام) لا يحتاج دعما ماديا بل يريد الخير للآخرين من خلال أن يكون لهم وجود فكري وجود حركي جهادي على الصعيد الداخلي (النفس) وعلى الصعيد الخارجي (المجتمع) ويريد تثبيت موقف شجاع لا موقف انهزامي والهروب من مواجهة الواقع إلا أن عبيد الله بن الحر الجعفي فشل على كل الأصعدة إلا صعيد واحد وهو صعيد عدم الكون في المعسكر المعادي للإمام الحسين (عليه السلام) ... ولكن الإمام الحسين (عليه السلام) لم يتركه ضائعا أو يتركه عرضة لنار جهنم بل قال له فر فلا لنا ولا علينا فانه من سمع واعيتنا اهل البيت ثم لم يجبنا كبه الله على وجهه في نار جهنم.

فأقول ويقول معي كل غيور: هؤلاء أحباب الحسين وأنصاره هبوا لنصرة دين الله عز وجل لأجل انتشال العراق من واقعه المر الذي يؤلم كل غيور ونحن ماضون لأجل تغيير كثير من القوانين الظالمة الجائرة لا أقل من تثبيت القوانين الإلهية بجنب القوانين الوضعية المخالفة للشريعة ونترك للناس حرية الاختيار مع اجتثاث المفسدين والقضاء على الإرهاب الذي يتخذ من سياسة بني أمية سلوكا ومنهجا لقتلنا ... إلا أن وقوفكم على مسافة واحدة من الجميع حيث أنكم لا لنا ولا علينا بل بتصريحكم بالوقوف على ومسافة واحدة من الجميع أصبحتم علينا لأنكم لو سكتم ووقفتم على مسافة واحدة لكنتم لا لنا ولا علينا فأقول ويقول لكم كل غيور كما قال الإمام الحسين (عليه السلام) لعبيد الله بن الحر الجعفي حينما رفض نصرته : فروا ... فإنه من سمع واعيتنا نحن أنصار أهل البيت (عليهم السلام) ثم لم يجبنا ، كبه الله على وجهه في نار جهنم.
وعلى كل من يتبع أصحاب منهجية الوقوف على مسافة واحدة من الجميع أن يعي هذه الكلمة ويتدبر فيها وأن لا يبيع آخرته بدنيا غيره ... والله ناصر دينه

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه