البرلمان العراقي.. أسوء برلمان في العالم

تقف كلماتي حائرة ويتوقف قلمي عن الكتابة امام وطن وقفت كل الانسانية اجلالا له  وطن الحضارات والقوانين والانبياء والاولياء...هذا الوطن انجب ويا للاسف الشديد واقولها بمرارة والم اسوء برلمان على الارض شهده التاريخ...عذرا ياوطني الجريح فليس لي غير  ان اقول لك...سأظل اكتب فيك حتى يجف قلمي وساظل اكتب حتى تنشل اناملي.... واتمتع انا وشعبي ببرلمان يليق بنا وبحضارة وادي الرافدين ويصبح مضربا للامثال كما كان البرلمان الملكي العراقي يشار له بالبنان, وكان ضمن شروطه ان لا يكون العضو مزورا ولا سارقا ولا من اقرباء الملك..وفي برلماننا مزورين وسراق وفاسدين ومن اقرباء الملك والوزير وحتى المدير العام وبعض المدراء ,كان من الشروط في ذلك الوقت  ان يكون المرشح عراقي  وغير مدعيا بجنسية او حماية اجنبية ..وعندنا الكثير في البرلمان ممن يحملون اكثر من جنسية تؤهله بالهروب خارج الوطن لسرقته اموالا او ارتكابه عملا جرميا آخر...حيث يلوذ بحماية الدولة التي ينتمي اليها البرلماني ذو الجنسية المزدوجة كما حصل عندنا من وزراء وبرلمانيين فاسدين ,ومن شروط الترشح الاخرى للبرلمان الملكي ,ان يكون العضو غير محكوم عليه بالافلاس ولم يعد اعتباره قانونيا ,ومن كان غير ساقطا من الحقوق المدنية , ومن كان غيرمحكوما بالسجن بجريمة - غير سياسية – كالسرقة او الرشوة او خيانة الامانة والتزوير والاحتيال هذه كانت اخلاق الترشيح آنذاك ..مع وجود اعداد قليلة تحمل صفات البرلماني "الكاريزمي " المنتج ولكن (لو خليت قلبت )..وكانت القوانين والتوصيات تصدر من البرلمان وتناقش ثم تذهب الى الملك ورئيس الوزراء للمصادقة عليها واقرارها ايام عبد المحسن السعدون ونوري السعيد..... بعد اكثر من 70 سنة تخلف البرلمان العراقي الحالي وتراجع عن برلمان الملك واصبح عاطلا معطلا معه مؤسسات الدولة ...لا يقوى على  تشريع القوانين بل تاتي جاهزة من السلطة التنفيذية ويبقى القانون او التشريع معطلا لسنين وليس أشهر بسبب عدم اكتمال النصاب لان اكثر من مئة نائب في الحج مثلا ,اما العمرة حاشى لله فاصبحت (الباب الشرقي) لكثرة توافد البرلمانيين اليها ...اغلبهم يصلون ويحجون ويصومون ويسكنون في بيوت مغتصبة..وهل يرضى الاسلام بذلك..؟!
كانت قرارات برلمان الملك جريئة وبسيطة ومفيدة للشعب تصدر وتصادق في نفس اليوم وتنشر في الجريدة الرسمية في اليوم الثاني وعلى سبيل المثال لا الحصر(الغاء الادارة العرفية – اطلاق حرية المطبوعات والاجتماعات – السماح بتاليف الجمعيات...تحسين الرواتب لغلاء المعيشة – التعينات عن طريق مجلس الخدمة مركزيا –تحسين واقع المعلم ...الخ  ونحن ليس لدينا وزارة للاعلام او حقوق للصحفيين).
اما وصفنا للبرلمان بانه اسوء برلمان على الارض..لانه السبب الرئيسي لاداء الحكومة السيء وفشلها في استقرار الامن  والخدمات وتعطيل القوانين التي تخص حياة المواطن"
_ عدم اقرار قانون الغاز والنفط وسبب المشاكل بين الاقليم والحكومة المركزية وتصدير الاقليم للنفط خارج صلاحيات الحكومة المركزية والسبب الرئيس هو البرلمان وليس الحكومة .
_ عدم اقرارقانون الاحزاب والتمويل على الدعايات الانتخابية والانفاقات الاخرى كالاذاعات والتلفزيونات والفضائيات ومصادر التمويل الخارجي للاحزاب التجارية العاملة .
_ تعطبل قانون الموازنة العامة الذي يشمل نسب الاستثمار والتشغيل وتعطيل المشاريع والتعينيات وتعطيل عمل الوزارات والمحافظات.. ونحن مقبلون على اقرار ميزانية 2015....... ويعني ان العراق سوف يتعطل سنتين بدون ميزانية وهل تتاخر ميزانية الدول اسبوع واحد ؟!.
_ كثرة الانفاق على اعضاء مجلس النواب بالايفادات والسفرات الترويحية وعمليات التجميل التي تكاد ان تكون معدومة في كل برلمانات الدول.
_ فقدان مليارات الدولارات من واردات العراق النفطية بسبب غياب الرقابة والمحاسبة والاستجواب والتخبطات البرلمانية التي تنتهي بالتوافقات والترضية على اساس مبدأ(شيلني واشيلك-وانت أش واني أش ) وعدم اقرار خطة خمسية او عشرية تنظم الاقتصاد الوطني.
_ اقرار قوانين بشأن الرواتب التقاعدية للرئاسات الثلاث تفوق عشرات الاضعاف عن رواتب الموظفين والمتقاعدين العراقيين واحتساب رواتب عالية في فقرات الخدمة الجهادية والتي لاتوجد في كل برلمانات العالم على الاطلاق.
_ رئاسة الحمهورية معطلة بسبب غياب الرئيس لاكثر من سنة ونصف وغياب نائب رئيس الحمهورية المتهم والهارب خارج العراق بحيث لم يتمكن البرلمان من حل تلك المشكلة و انتخاب رئيسا للجمهورية الراعي للدستور.
_ لم يقرر البرلمان اجراء تعداد سكاني للعراق منذ ان جرى آخر تعداد سكاني عام 1997 وبلغ عدد سكان العراق حوالي 22 مليون نسمة وكانت البطاقة التموينية توزع بانتظام على اساس التعداد السكاني للموطنين في العراق رغم الحصار الجائر على شعب العراق دام اكثر من 13 سنة.
_ الصرف الخيالي في القرطاسية والملابس وتبديل الاثاث ورواتب الحمايات والخدم والحشم التي ارهقت ميزانية الدولة بدون مبرر وهي الاخرى لا تجدها في كل البرلمانات.
_ اخيرا وليس آخرا التصرفات الصبيانية كالسب والشتم والتشابك بالايدي واحيانا استخدام (السلاح الاسود ) بين النساء والرجال داخل قبة البرلمان وبهذا اصبح برلماننا(فرجه وسينما بلاش ) تتناقله الوكالات الاخبارية والفضائية....لبرلمان بلد حمورابي والحضارات...وهذا غيض من فيض.
سأظل اكتب ياوطني حتى يحين أوان الحلم ...فيستحيل الحلم حقيقة وتعود من جديد ياعراق في انتاج برلمان جديد ولو بنصف (برلمان الملك) رحمه الله...!!!