الديمقراطية التي ينکل بها المالکي

مثيرة للشفقة و السخرية التبريرات الغريبة و غير العقلانية التي طرحها نوري المالکي رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته من أجل عودته لولاية ثالثة، فقد زعم بأنه يعود من أجل الديمقراطية و ضد الديکتاتورية التي صورها في التيار المعارض له!

على حد علمي لاأدري أن هناك رئيس وزراء فاشل و ذو سياسة خائبة لم تجلب سوى المصائب و الکوارث على شعبه في العالم کله کما هو الحال مع نوري المالکي، وأعتقد أن ترشيحه کأفشل و أسوأ رئيس وزراء ليس في العراق وانما في العالم کله لکتاب غينس للأرقام القياسية سوف يکون عملا صائبا و في محله تماما، خصوصا وانه"أي المالکي"، وبعد کل الذي قيل و يقال عن رفض ترشحه لولاية ثالثة، يخرج على العراقيين و العالم و يعلنها و بکل صلافة إصراره على التمسك بولاية ثالثة، وکأن لسان حاله يقول دعوني أکمل مشواري في عملية تدمير العراق و تفتيته.

جعل الديمقراطية مسوغا و مبررا کي يعود المالکي لکرسي رئاسة الوزراء بعد کل ذلك الفشل الذريع الذي حققه، انما هو مسخرة مکشوفة"وليس ضحك فقط" على ذقون الشعب العراقي و السعي لقلب غبي و ممجوج للحقائق، ذلك أن جميع الاطياف العراقية بما فيهم المقربون من المالکي يتفقون تماما على أن السبب الاهم و الاکبر الذي دفع بالعراق الى المنزلق الحالي انما هو المالکي و سياساته فقط، وان إصراره على التمسك بالمنصب و تجاهله لکل تلك الحملة الواسعة ضده و التي ترفض عودته، انما هو الدکتاتورية بأسوأ و أبشع صورها و ملامحها.

8 أعوام، وخلال ولايتين فاشلتين للمالکي، حل بالعراق خراب و دمار يکاد أن يکون أسوأ بکثير من الاحتلال الامريکي للعراق، لأن الامريکيين لم يکن بإمکانهم أن ينجزوا من 10% مما قد قام به المالکي ضد شعبه و وطنه، إذ هناك سياسة فاشلة لاتصب في صالح العراق، سيادة وطنية منتهکة، إقتصاد منهار و متداعي، شعب مفکك تعصف به الضغائن و الاحقاد العرقية و الطائفية، عرقا معرض للتفتيت و التقسيم في أية لحظة، ولهذا فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: مالذي يترجى او يمکن إنتظاره من عودة المالکي لولاية ثالثة؟ هل هناك غير الدمار و الکوارث الاکبر و الافظع خصوصا إذا ماتتبعنا خطا بيانيا للأعوام الثمانية لولايتيه وکي أن الکوارث و المصائب تتصاعد عاما بعد عام حتى وصلت للقمة و الذروة بسقوط الموصل التي کشفت المالکي و جعلته تحت الاضواء ذليلا منکسرا مهزوما، وعلى الرغم من مزاعمه و عنترياته الفارغة بإسترداده للموصل خلال 24 ساعة و إسترجاع تکرين خلال أقل من ساعة، لکن فضائح إنهزام جحافله المنهارة تؤکد بأن المالکي لم يکن بصدد بناء و إعداد شعب و جيش وطني بمقدوره الدفاع ضد الوطن وانما کان مجرد بيدق في خدمة أهداف و أجندة النظام الايراني الذي يعتبر المستفيد الاکبر من کل تلك السياسات المحبطة و الفاشلة للمالکي.

الحقيقة المرة جدا التي نود أن نفصح عنها هي: شعب تصل به الحال بسبب سياسات المالکي الحمقاء الى الترحيب بقدوم تنظيم إرهابي کداعش و يعرب عن فرحته لهزيمة جيشه، يجب أن يکون أکثر من کافي لکي يتم ليس فقط تنحية المالکي عن منصبه فقط وانما أيضا تقديمه الى المحکمة و محاسبته عن کل الذي لحق بالعراق أرضا و وطنا و شعبا بسبب سياساته.