المنتصر الوحيد...

في ظل الواقع الراهن بدأنا نشهد النتائج والعواقب الوخيمة المتوقعة للازمات والويلات والصراعات الدامية بين الاطراف المتنازعة السياسية والطائفية التي ادت الى تأجيج الشارع اضافة الى التدخلات العلنية الاقليمية والعالمية. كم كلفت هذه الصراعات الشعب العراقي من ضحايا وتدمير البنية التحتية ومن تشريد وقتل على الهوية بحجج واهية لاإنسانية لأولئك الذين يحكمون العراق؟

بأختصار معالم ومؤشرات الاحصائيات والمشاهد المؤلمة اليومية كلها تدل على انه نتيجة الظلم والحيف والقتل والذبح والهدم والخراب، عاد العراق الى الوراء سنين طويلة واي خطوة بأتجاه تصحيح المسار وبناء الثقة وروح التسامح والتكاتف تحتاج الى زمن طويل وامكانية هائلة مادية ومعنوية.

نحن في حيرة من الارقام والاحصائيات المخيفة والحكومة تتباهى بالتظليل وتحرير سيناريوهات درامية لمسلسل الويلات والمصائب . وهي السبب الرئيس وصانع لهذه الويلات ومازالت منهمكة بنفي تقصيرها ولا تقر ولا تعترف ولا يبدو عليها الندم على ما فعلته وتفعله. بل هي منشغلة بتوزيع الاتهامات على كل من لايوافقها ولا يؤيد هذه الفوضى العارمة والكوارث التي تقطع الجذور بين العراقيين ارضاً وشعباً. صحيح هناك احصائيات وان كانت قليلة حول اعداد الشهداء والجرحى والمفقودين والمغيبين والمشردين والمناطق والمساحات التي سقطت بيد الارهاب ، ولكن هناك صوت وصور واضحة للابرياء الفارين الذين نجوا من جحيم داعش وهناك طوابير من الارامل والايتام العاطلين بالملايين وهذا غيض من فيض الاحصائيات ، الشيء المفقود وغير المسموح بالتأمل فيه حول وضع العراق هو ماهية ومدى فداحة الاضرار البشرية والمادية والمعنوية التي الحقت بحميع مكونات هذا الشعب نتيجة السياسات والقرارات والافعال غير المتوازنة التي تقدم عليها الحكومة المركزية والتي ترتب عليها ما آل اليه هذا البلد، لان الطرف الوحيد الذي يفكر ويدعي ويفتخر بالفوز علانية هو الحكومة وليس اي طرف آخر محب لهذا البلد لذا فالحكومة لا ترى ضرورة للاعتذار في ظل وجود خزين هائل من حقد وكراهية وقضايا عالقة وشعب منقسم نتيجة لهذه السياسات.