رئاسة جمهورية العراق..بـ(المزاد!)
 لم نقرأ في التاريخ ولم نسمع في الحاضر ان يبلغ عدد المرشحين على رئاسة الدولة مائة مرشح..الا في العراق.ففي هذا اليوم(الاربعاء 23 تموز 2014) اعلن عن ان عدد المرشحين لمنصب جمهورية العراق بلغ (108) مرشحا. وكما كسرنا الارقام  القياسية  في عدد الكتل السياسية وعدد المرشحين لمجلس النواب..ها نحن نكسر اليوم الرقم الرئاسي الذي سندخل به موسوعة جينس للأرقام القياسية..الى جانب تسجيلنا لرقم قياسي هو مقتل 5500 عراقيا في الاشهر الستة الأولى من هذا العام (2014) وهو رقم يفجع الناس ولا يهم السياسيين.
  بلد عجيب غريب..فجيراننا تركيا وايران ،وشقيقتنا مصر..وحليفتنا امريكا!..تنافس على رئاسة الدولة اثنان مع ان عدد سكانها اضعاف عددنا..وفيها سياسيون من الوزن الثقيل لا مثل سياسيّنا الذين يكونون في مواقفهم اخف من الريشة ان كان اسم منافسه  (حيدر) او (عمر ) او (سيروان)!.
  بدت ظاهرة هذا اليوم التاريخي! وكأن العراق هو البلد الآول في العالم الذي تتجسد فيه الديمقراطية بأروع اشكالها ،وبما يعني ان فيه ساسة كبار بالمئات كل واحد منهم يتمتع بمواصفات ومؤهلات رئيس جمهورية. وكان يمكن ان تحصل مثل هذه الممارسة الديمقراطية بشكل واقعي  واكثر عقلانية واقل درامية لولا (شاصي التثليث)الذي دقه بريمر في ماكنة  العملية السياسية العراقية.فالرئاسات الثلاث يجب ان تتوزع بين الشيعة والسنّة والكرد..وبتوازن.بل ان التثليث شمل الوزراء ونوابهم ..ثم انتهى الى المدراء العامينّ!..وسيبقى (شاصي تثليث) بريمر لعشر سنوات مقبلات ان بقى العراق واحدا بالأسم لا بالجغرافيا.
  واللافت ان ظاهرة اليوم روج لها كثيرون  بأنها كسر للمحاصصة ،مع ان المحاصصة اعتمدت في انتخاب رئاسة البرلمان واسست  لانتخاب رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء بموجب توافق او صفقة..فيما بررها آخرون بأن العراق بلد عربي وان رئيسه ينبغي ان يكون عربيا..فرشّح لها عرب سنّة وآخرون من دولة القانون!
 خلاصة ما تسنتجه من هذه الدراما او الكوميديا ان اساليب ايهام الناس التي مارستها الكتل السياسية والبرلمان السابق قد استهلكت واستهجنت، وانه ينبغي ابتكار اساليب جديدة تدل على ان التغيير قد حصل،وان عليهم ان يفاجئوا الناس بحصول ما لم يحصل في ارقى الديمقراطيات ،ماضيها وحاضرها..ويتباهون بان عدد المرشحين لرئاسة جمهورية العراق في زمنهم  بلغ (108) مرشحا.
 وبما ن انتخاب رئيس الجمهورية يكون بالتصويت العلني وليس سريا كانتخاب رئيس البرلمان،فان السيد سليم الجبوري سيعلن في الجلسة المقبلة افتتاح المزاد العلني لرئاسة جمهورية العراق..مع انه محسوم مقدما..وشحدّهم ينتخبون غيره!.