خارطة الدم... شعر: عبد الجبار الفياض

بينَ الحدباءِ وغزّة 
دمٌ يُراق 
دمٌ اسمُهُ عراق 
ولونُهُ فلسطينيّ 
يرسمُ خارطةً على غيرِ ما يُحبًهُ هُبل . . .
ويريدُها مُستنسَخٌ مُنقطِعُ الجّذور . . .
. . . . .
بينَ الحدباء وغزّة 
ينشطرُ الوجهُ العربيّ . . . 
للأَعرابِ نصفٌ مُتجدّرٌ 
يُمزَقُ فيهِ تاريخُ كُلِّ الأنبياء 
وعلى عمودِ الشّعرِ 
يُصلبُ كُلُّ الشّعراء
وتُداسُ عندَ بابِ القصرِ أوراقُ القضاء !
. . . . .
بزيتِهم 
حُرقتْ للأقصى سلالمُ الأسراء 
ومنابرُ نَزفتْ دماً 
وحروفَ فتح . . . 
وبخيوطِ فجرِهِ 
خُنقَ الآذانُ 
وودعتْ محرابَها الصّلاة . . .
. . . . .
أُصيبَ الموتى بدوار 
قبيحاً 
أصبحَ وجهُ الأرض 
بثآليلَ 
وأورامٍ
وبثورٍ 
أتقشَطُ أم لها آخرُ الدّواء ؟
العدلُ 
أنْ تُعاد عادٌ وثمودُ من جديد . . . 
أنْ يُقلبَ أهلُ هذا الوجه 
لا يُصلحُ عطّارٌ ما فسد !
. . . . .
الصّبرُ 
أحرقَ أيّامَهُ الباقية 
وأغلقَ بابَ فرجِهِ الملطّخِ بالنذور 
وكُسرَ المفتاح . . .
. . . . .
الموتُ 
باتَ بلا كفن 
عارياً في شوارعِ المدينة . . .
وأمسى الدمعُ سخيفاً على خدودِ النّساء 
يشربُهُ الشّالُ بلا خجل . . .
. . . . .
مسرحٌ 
ملهاةٌ
أبطالُها صغار 
موتى بحبلٍ من مسد 
يفتلُهُ الأعرابُ في دهاليزِ الرّجيم . . .
تعادُ كُلَّ يوم 
وأميرٌ 
يلعقُ عُهرَهُ اللّيليّ 
على أقدامِ بضةٍ لعوب . . . 
صغيرٌ 
ينهضُ من موتِهِ 
يبصقُ بوجههِ 
يرسمُ خارطةَ دمٍ 
ثم إلى موتهِ 
يعود . . .!!
. . . . .
22/7/2014
عبد الجبار الفياض