بات المحبس يافتلاوي..!!

 

عدة مواريث شعبية ارثها الشعب العراقي، واحدها لعبة المحبس، وعادتا ما تنشط هذه اللعبة في ليالي شهر رمضان المبارك، وتنقسم المدينة، او المنطقة الى مجموعات، ويتم اختيارهم من لديه القدرة على حمل المحبس، والاحتفاظ به، وهكذا يتحول المحبس من شخص الى اخر؛ حتى لا يكون قد انكشف من الفريق الاخر.
هذه اللعبة الجميلة التي ينتظرها كثير من ابناء الشعب العراقي في شهر رمضان المبارك، وخاصتا في المناطق الشعبية، حيث يقوم رئيس الفريق، ويضع المحبس بيد احد افراد فريقه بدون ان لا يعلم الاخرين، حتى يقوم رئيس الفريق الثاني او من لديه خبرة بجلب المحبس، واذا اخطئ يقول حامل المحبس بات(أي بات المحبس مرة اخرى لدى الفريق نفسه)، وهكذا يشتد التنافس الى ساعات طويلة بين المشاركين من اجل الفوز، والحصول على طبق الحلوى.
يبدو ان كثير من المواريث الشعبية، والهوايات الاخرى، لم تسلم من سريان سموم السياسة، والاعيبها؛ حتى بدأت تدور في الاروقة السياسية، واخذت طابع رئيسي في العملية السياسية، والتي بدأت بعد 2003 بلعبة الختيلان، ونسف جميع الاتفاقات المبرمة بين الكتل، والاحزاب، ونقض العهود، والمواثيق عند تخطيهم عتبة الباب، والركون الى مصالحهم الشخصية، والحزبية؛ حتى فقدت الثقة بين جميع المكونات المشاركة في العملية السياسية العراقية، واصبحت الاتفاقات، والقرارات أشبه بلعبة الختيلان.
د- احمد الجلبي الذي بيت المحبس بيده، واستطاع ان يحتفظ به، ويأكل طبق الحلوى مقدما عندما جلس مجلس النواب لاختيار رئيس المجلس، ونائبيه، وفتح له افاق جديدة في الافق السياسي، ومبين قدرته العالية على ان يجيد هذه اللعبة بشكل صحيح، ويكسب 107 صوت حلالاً بدون غش، او اتفاق مسبق، صارخا بصوتا مدوي"المحبس بات"؛ حتى الحق الهزيمة، والانكسار بصفوف الفريق المنافس، واذاق طعم الانتصار، وجعله ارض خصبة للأعلام، وصفحات التواصل الاجتماعي، والشارع العراقي.
د- حنان الفتلاوي صاحبت النظريات، والمعادلات الرياضية، لم تكن قادرة اليوم ان تجيد هذه اللعبة بشكل صحيح؛ كون احد بنودها ان الخصم لا يعلم المحبس باليد اليمين، او الشمال، لا سميا وان الفتلاوي يداها مكشوفتان منذ امدا طويل، ولأيمكن ان تقول"بات في منصب رئيس الجمهورية.