جحا والسياسي العراقي !

ليس هنالك اي العلاقة  بين الشخصية الشعبية المعروفة ( جحا ) والسياسي فهو رجل عاقل يرسم في كلماته نكاتا فكاهية حكيمة خفيفة كأنها فقاعات ، بينما فقاعات السياسي فارغة من الحكمة حين انفجارها لعامة الناس ، فهنالك بعض السياسيين من آخر الزمان الذين لا يعرفون من السياسة الا اسمها ولا يفقهون منها حتى الابجدية السياسية فده لا يطلق الا تصريحات بلهاء فيطرب عليها السذج من الناس . 
سأل احدهم جحا : ايهما افضل ؟ المشي وراء الجنازة ام امامها ؟ اجاب جحا : لا تكن على النعش وامشي كيفما تشاء ، فهذا القول ينطبق على بعض السياسيين اي انك ياسياسي " لا تكن فوق مصالح الشعب واعمل على خدمة المواطن الذي كان له الدور البارز بحصولك على هذا المنصب ، وكن حيثما تشاء سواء في السلطة او معارضة السلطة ، فيتوجب عليهم وضع مصلحة الوطن وفقرائه نصب اعينهم لا كما يفهل السياسي المدفوع الثمن حيث يضع نصب عينه جيبه ومصلحته الشخصية ناهيك عن مصلحة الجهة ( دافعة المصاري ) كما يقال في لبنان . 
سؤالي هو : هل ان المواطن العراقي ومن خلال تجربته وعلى مدار عشر سنوات منذ عام 2003 خصوصا بعد اول تجربة دستورية ودروة برلمانية انتخابية ، هل ينظر الى السياسي العراقي بمنظورين ام ماذا ؟ الاول هو منظور ( السياسي العاقل ) الذي يدرك ما يفكر فيه وما يقوله من كلام خصوصا ما يصب في مصلحة الوطن والمواطن بعيدا عن حب الذات والنرجسية وحب الذات والمصالح الحزبية وصراع المناصب واتباع الحكمة في العمل خصوصا عند مناقشة مشروع وطني بعيدا عن المزايدات امام الكامرات بحيث يستطيع يستطيع المواطن العادي ان يدرك بان هذا السياسي ( سياسي عراقي وأصيل ) . 
او ( سياسي مغفل ) والذي لا يزال مرهقا سياسيا انجبته الصدفة البسيطة والتي صنعت من شئ بعد ان كان لاشئ بالنسبة للعمل السياسي او تجده انهى نصف عمره عبارة عن ذيل سياسي لاجندات خارجية فهو لا يشعر بمعاناة الفقراء من المواطنين ابناء جلدته ولا يهمه سيل الدماء من تفجير وانتهاك حرمات وقطع رؤوس ، ولا يهمه كثرة الارامل والايتام بل تجده يدرك طموحاته ومصالحه الشخصية فتراه يطلق الصيحات النارية والتصريحات الطائفية الفئوية التي يحاول من خلالها زرع بذور الفتنة التي تشق الصف العراقي بمناسبة او بدون مناسبة ، هذا النوع من السياسي بطبيعة الحال تجده متيقن ان المغفل هو المواطن الذي لا يفهمه ولا يستمعون لما يطرحه من صيحات بلهاء وكلام ساذج وتصريحات طائفية فتجد بعض العامة تتخدر قلوبهم وعقولهم بهذا السياسي وكلامه الساذج . 
فكا اكثر هؤلاء السياسيين الذين امتلأت منهم شاشات التلفاز والسبتايتلات الفضائية ، لذا فنحن بحاجة ماسة لسياسي من زمن جحا.