الأنسان المهمش في عيون النخب المتسلطة

لايختلف أثنان على مفهوم موحد لطبيعة العلاقة بين كل فئات الطبقة الأجتماعية بأختلاف تقسيماتها،الا أن أغلب تلك الفئات لم تستطع أن تنزل لمستوى الأنسان المهمش بكل شئ،فكرياً وسياسيا وأجتماعياً،وظل الثالوث المشؤم (رجل الدين،والسياسي،ومثقف يبع نفسه) هو المتحكم بسير الأمور تاركاً خلفه كماً هائلاً من المهمشين ومن طبقات أجتماعية مختلفة،كما أن النخب المتسلطة بفعل الثالوث السابق أستطاعت أن تبني إمبراطوريات وهمية على حساب أولئك المعدمين،والنخب المتسلطة هذه التي إستفادت من رجل الدين المُطاع سلفاً والسياسي الحالم بالمال ومثقفي إمتهنوا الثقافة فقط،باتت أبعد مايكون عن تفكير ذلك الانسان الذي ظل محتفظاً بأنسانيته رغم الضغوطات المجتمعية التي مورست ضده من كل الطبقات النخبوية،لم تكن رؤية وثقافة المهمشين مختلفة عن رؤية المتسلطين وتيارات النخب الحاكمة أبداً،فهي متقاربة معها بكل شئ الا بطبيعة العلاقة التي تربط الطبقات المهمشه برجل الدين والسياسي ومثقفي الصدفة،فنظرتهم لرجل الدين بأنه الانسان الذي يفترض أن يكون ذو علاقة روحيه مع الله بعيداً عن زوبعة السياسة وتيار النخب المتسلطة،فين حين تنظر التيارات المتسلطة لرجل الدين بأنه المنقذ لها وسط تراجع مخيف لقواعدها الفكرية والأجتماعية،أي بمعنى يعتبر رجل الدين مكسباً وثروة دائمة لهم،اما نظرتهم الى مثقفي الصدفة فيعتبر هو الأخر مكسباً أجتماعياً وسياسياً فهو الأداة التي تستطيع أن تصيغ لهم الجمل المتناثرة فوق السنتهم،أما الطبقات الأخرى التي وصفت بالمهمشه فهي الأخرى كانت نظرتها لمن يوصفوا بالمثفقين بأنهم المنقذين لهم والصوت المدافع عنهم في السراء والضراء.
وبزحمة تلك الأفكار وتزايد النموذج التسلطي بطريقة إنقسامية لاتخلوا من الغرابة،ضلت مجتمعاتنا بأختلاف ثقافاتها أسيرة لتلك الضغوط المجتمعية التي فرضت عليها عنوة دون إرادتها،ونهايتهم معلومة سلفاً آمام المد الفكري الواسع للنخب المتسلطة ساعدها وقوم أفكارها رجل الدين من جهة والسياسي ومثف باع ضميره قبل كتاباته من جهة أخرى،وهذا لايعني الوقوف والإنكسار والسماح لتلك الجماعات بالنيل من قيم ومبادئ سبقنا اليها أغلب رواد الحركات الوطنية ودعاة الكلمة الحرة الذين قدموا أنفسهم قرباناً لكلمة الحق من أجل رفع شعار الحرية،صمتنا سيجعل من أرواحهم عنواناً بارزاً لمحاسبتنا،وكابوساً يلاحقنا بكل مكان،والسير بخطى ثابتة في طريقهم سيجعل من بلداننا أكثر حرية وسينكسر مثلث الرعب أما صمود الفكر وحرية الرأي..