تنظيم داعش البريطاني الارهابي ينفذ مشروع بايدن لتقسيم العراق الى ثلاث دول


العراق تايمز: كتب اسكندر شاهين..
لا شك ان المنطقة برمتها قادمة على تغييرات زلزالية وفق الواقع الميداني في معظم الدول التي ضربتها عواصف «الربيع العربي»، بعدما تحول هذا الربيع الى شتاء جليدي قاتل يؤسس لتقسيم المنطقة انطلاقا من الرقعة السورية التي تشهد فرزا ديمغرافيا وفق المتابعين لاندافعة الفوضى الخلاقة وكلام رئيس مجلس النواب نبيه بري حول «تقسيم المقسم» الا الدلالة بالاصبع على ذلك وفق الاوساط الضليعة بالكواليس الاميركية.


ولعل البارز وفق المجريات ان مخطط هنري كيسنجر قد انزل عن الرفوف في مراكز صناع القرار ووضع على نار حامية تؤدي في المحصلة لتقسيم المنطقة. فالمخطط الكيسنجري لم تنفذ صلاحياته بعد، وان المتطرفين في صناعة القرار الاميركي والمرتبطين مباشرة باللوبي الصهيوني يدعفون منسوب تصعيد الاقتتال في سوريا كحلقة اخيرة كانت تشكل عقدة الممانعة في صد المخطط المذكور ومع سقوط النظام السوري تصبح الحلبة نظيفة امامهم بعد زوال اخر عقبة في وجههم.


وتضيف الاوساط ان الاحداث التي غيرت وجه المنطقة بدءا من تونس مرورا بليبيا وصولا الى مصر عبورا الى العراق وسوريا ولبنان وفلسطين، هي عبارة عن سلسلة حلقات مرتبطة ببعضها البعض، واذا كانت الورشة الاميركية قد نفذت الانتفاضات دفعة واحدة، فان الادارة الاميركية بدأت تفرز الحلقات واحدة تلو الاخرى لمعالجتها جميعا بالتقسيط وبالدور وفقا للاولويات في المصالح الاميركية في المنطقة وان دول الخليج لن تسلم من هذه اللعبة الجهنمية، وان واشنطن لم تحرك الاحداث فيها كون دورها لم يحن بعد ولانها ضرورة نفطية لها من جهة، وكونها لا تشكل خطراً على اسرائيل من جهة أخرى، وهذا ما يفسّر قمع الحوثيين اليمنيين عندما اجتاحوا مناطق متاخمة للسعودية، وضرب الانتفاضة الشعبية العارمة في البحرين.


وتقول الاوساط ان «الفوضى البناءة» وفق التوصيف الاميركي قد حققت عدة انجازات وفق الاجندة الاميركية وفي طليعتها احلال الامن الذاتي لدى المركبات الاجتماعية للدول التي اجتاحتها الفوضى المذكورة، ففي العراق حيث لا يخلو نهار من عشرات القتلى بفعل السيارات المفخخة واجتياح «داعش» معظم المحافظات السنية في العراق ودخول الاكراد كركوك، ما يوحي ان مشروع جو بايدن نائب الرئيس الاميركي بتقسيم العراق الى ثلاث دول سنية وشيعية وكردية ينفذ ميدانياً على يد «داعش».


وتقول الاوساط انه ضمن هذا المشهد السوداوي في المنطقة بات الوضع الامني على الساحة غاية في الخطورة، لا سيما ان «داعش» تضع الساحة المحلية في طليعة اولوياتها انطلاقاً من تهديد ابو بكر البغدادي الخليفة المزعوم بتحرير «الاسرى الاسلاميين» في سجن رومية، هذا السجن الذي بات يشكل «قنبلة موقوتة»، وفق توصيف وزير العدل اللواء أشرف ريفي للواقع فيه، اضافة الى الوافدين من تكفيريين الذين كانوا يتحضرون لتنفيذ عمليات ارهابية لكن اليقظة الامنية والامن الاستباقي حالا دون ذلك. وفي جديد المعلومات التي ابلغت بها السلطات المعنية من اجهزة غربية ان «جبهة النصرة» و«داعش» تتسابقان لتنفيذ مخطط جهنمي يقضي بخطف سياسيين وعسكريين لمقايضتهم بالسجناء الاسلاميين المتطرفين في سجن رومية، وقد يترافق ذلك مع عملية شغب يقوم بها المذكورون للسيطرة على السجن واحتجاز رهائن من حراس الزنازين، والمعروف ان عتاة التكفيريين الموقوفين فيه اداروا عمليات ارهابية في سوريا ولبنان ونجحوا في التأسيس لامارة الحصن الاسلامية التي اقتلعها الجيش السوري من جذورها.


وترى الاوساط ان شغور الموقع الاول في الدولة بدأ ينسحب على بقية المؤسسات وفي طليعتها الشلل الحكومي وتعطيل مجلس النواب وسط الخلاف على جنس الملائكة التشريعي وصلاحيات الرئاسة الاولى ومن هذه الثغرة يخشى ان يتم ايقاظ كافة الخلايا النائمة للتكفيريين بشكل مفاجئ وعلى الطريقة العراقية في وقت يجهد «حزب الله» والجيش السوري على تطهير جبال القلمون وعزلها عن جرود عرسال، حيث تجري معارك طاحنة بين الطرفين ووفق نتائجها قد تتحرك هزات ارتدادية في اكثر من منطقة لبنانية من الشمال الى الجنوب.