لماذا تطمس الحضارة في العراق

العراق بلد الحضارة و التاريخ  إذ منه عرفت وتعلمت البشرية الاستقرار(  قرى زراعية ثم مدن ثم دويلات  بمفهومها الحالي  حاكم وجيش وشعب مع تواجد كل السلطات ) ، فأول من عرف  الزراعة و التعدين والصناعة و مد شبكات الري و بناء الجسور وبناء المعابد و القلاع  هم العراقيون الأوائل كما يرجع لهم الفضل في اختراع الكتابة المسمارية و التي سبقت الكتابة الفرعونية  المصرية (الهيروغليفية) بمائة عام ، العراقيون الأوائل هم من وضعوا أول قانون ممنهج و شامل يضم 282 مادة قانونية  لا زالت مرجعا مهما لأهل القانون والقضاء في العالم ، كما كانوا بارعين في علم الفلك و التنجيم و الرياضيات والطب و الفلسفة فأتقنوا جميع فنون الحرب والقتال فوسعوا سلطانهم و نفوذهم في الجزيرة العربية وبلاد الشام ، عندما نقول العراق نقول الحضارة و التقدم و الريادة في كل مجالات العلوم و المعرفة حيث كانت بغداد مقصد طلاب العلم و الباحثين من كل أقطار العالم بقارته التي كانت معروفة آنذاك. العراق أرض الأنبياء منذ أن خلق الله الكون ففي العراق مرقد نبي الله يونس عليه السلام و نبي الله ذي الكفل و شيت وجرجس و دانيال و العزير و هود  و صالح كما عاش في العراق نبي الله نوح الذي صنع سفينته في الكوفة ، في أرض العراق كذلك توجد في العراق العتبات المقدسة حيث مراقد آل البيت عليهم السلام ( سيدنا علي كرم الله وجهه و سيدنا الحسين و العباس عليهما السلام ) كما في العراق مراقد أولياء الله الصالحين ( ضريح سيدنا عبد القادر الجيلاني و مرقد الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان و الإمام جنيد البغدادي و القطب سيدي أحمد الرفاعي و الإمام موسى الكاظم و سلمان الفارسي ........) فأرض العراق أرض الأنبياء والأولياء بامتياز و أرض الحضارة و التاريخ منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها حيث كان للعراقيين السبق في كل مجالات الحياة ،
و لكن قبل أيام قليلة تفجأنا بتفجير مرقد نبي الله يونس و نبي الله شيت و نبي الله جرجس ونبي الله إدريس في الموصل لماذا تفجر وهي شاهدة على حقب غابرة في الماضي؟ لماذا تفجر و هي تاريخ العراق و جذوره ؟ لماذا تفجر و قد ذكرهم الله عز و جل في القرآن الكريم ؟

دول جديدة تكونت حديثا تتمنى أن يكون لها تاريخ و لهذا فهي تعمل جاهدة لصنع تاريخ لها أمام الدول و للأسف تاريخ العراق  و حضارته تطمس   يوميا عمدا متعمدا و أمام العالم  مرة تسرق الآثار وتهرب  و تباع في الأسواق الدولية و تزين بها المتاحف العالمية  ومرة أخرى تفجر مراقد الأنبياء و أولياء الله الصالحين هذه المراقد يزيد عمرها عن الآف السنين تدون لحقب مرت و رسالات سماوية نزلت و لتاريخ زاخر بالأمجاد و الريادة و التفرد فسميت بحق أرض الرسالات و اليوم  و أمام هذه الانفجارات  نتساءل بحزن و أسى   لماذا هذا العنف ولماذا هذا الدمار ؟ ما الغاية من هدم  مواقد الأنبياء و أولياء الله الصالحين ؟

 ما الهدف من طمس تاريخ الآباء والأجداد؟

 ماذا نستفيد يا ترى من إزالة هذه المعالم التي شيدت قبل ميلاد المسيح عليه السلام و قبل مجيء الإسلام بسنين طوال؟ فهذه المعالم ارث تاريخي للبشرية جمعاء  و ليس للعراق فقط ، أسئلة مطروحة  لعل الأيام كفيلة بالإجابة عنها .