مَخالِب حّادة .. وقفازات من حَرير

 

ليلة العيد ، إعتدى أربعة ( مجهولين ) بالضرب المُبّرِح ، على الإعلامي الشاب " أيهان سعيد " في دهوك .. وأُغمِي عليهِ بعد ان كسروا رأسهُ واُصيبَ بجروحٍ بليغة . نقلهُ بعض المّارة بعد عشرة دقائق ، الى مستشفى الطوارئ . أيهان إعلامي في القناة الفضائية " بيام " العائدة للجماعة الإسلامية . 
كانَ رَد فعل " بعض " الصحفيين والإعلاميين في دهوك ، سريعاً هذه المّرة ، حيث إعتصموا صباح يوم العيد ، في الشارع القريب من المحكمة ، وأدانوا بِشدة الإعتداء الغاشم على الصحفي الشاب ، وطالبوا بإجراء تحقيقٍ سريع في الحادث وتقديم الجُناة الى العدالة . كما إمتدَتْ ردود الفعل الى السليمانية وكرميان وأربيل أيضاً . بعد مرور أقل من 24 ساعة على الحادث ، أعلنتْ شرطة دهوك ، أنها ألقَتْ القبض على إثنَين من الشباب إعترفا بأنهما اللذّين ضربا أيهان ، وذلك أثر مُشاجرة إبتدأتْ في الباص الذي أقلهم ليلاً ، بسبب ان الإعلامي ، قَد شتمهما بحجة ان صوت الأغنية المنطلقة من الهاتف النقال ، مُرتَفِع ! . فنزلا وراءه من الباص وتعاركا معهُ ! . هذه الرواية ، فّندها " أيهان جملة وتفصيلاً " ، وقال بأنه لم يرَ الشابَين المُلقى عليهما القبض ، ليعرف هل أنهما كانوا من ضمن الأربعة الذين إعتدوا عليهِ . 
علما ان مسؤولاً كبيرا في شرطة دهوك ، أعلنَ ان " أيهان سعيد " تَعّمدَ إفتعال المُشاجرة ، لكي [ يشتهِر ] ويتحدث عنهُ الإعلام !! .
أيهان نفسهُ يقول ، بأنه ليسَ له أعداء ، ولاتوجد عنده أية مشاكل من أي نوع كان مع أي شخصٍ أو طرفٍ سياسي . ويقول بأنه في إنتظار نتائج التحقيق ، وبأنه تعرفَ تقريباً ، الى أحد الذين إعتدوا عليهِ . وأنه سوف يقوم بتسجيل دعوى رسمية .
.............................
أيهان ، مثل العديد من الصحفيين والإعلاميين ، كانَ يُسّلِط الضوء على النواقص والسلبيات والفساد ، الموجود في الأقليم .. ولم يُعرَف عنه أنه قد شّهَرَ بأحد أو تجاوزَ الحدود المهنية .
أعتقد ، ان الإعتداء الآثِم على الإعلامي الشاب ، جرى لسببِ بسيط وواضح : ان الفاعلين والذين دفعوهم الى ذلك ( يأمنون العِقاب ) . أنهم مُتأكدون أنهُ لن يُلقى القبض عليهم ، وحتى لو جرى إعتقال واحدِ نتيجة الضغوطات والإحتجاجات ، فأن القضية ستُمّيَع ، ويجري تحريفها ، بحيث تُؤدي الى تشويه سُمعة المجني عليهِ ، وخروج الجاني بريئاً مثل الشعرةِ من العجين ! .
وإليكُم الدليل : أين قَتلة ( سوران مامه حمه ) / أين قتلة ( سردشت عثمان ) / أين قتلة ( كاوة كرمياني ) / أين مُشعلي الحرائق في مقرات الإتحاد الإسلامي وحركة التغيير / أينَ حارقي قناة ن .آر . ت / أين مُخّربي وحارقي محلات المشروبات الكحولية والنوادي / أين المُعتدينَ على الصحفيين والإعلاميين في عشرات من الحوادث المُؤلِمة ؟؟ . أين وأين ... لا أحد على الإطلاق .. فكُل هذه الجرائم ، سُجِلَتْ على أشباح خياليين يُدعَون [ مجهولين ] ! .
ان السُلطات ، تستهين بذكاء الناس ، وتعتقد ان الإدعاء الساذج في كُل مّرة ، بأن الحوادث التي يتعرض لها الصحفيون والإعلاميون ، سببها [ مشاكل إجتماعية ] ، تعتقد السُلطات ، بأن هذا الإدعاء سوف ينطلي على الناس .. لكنهمُ واهمون ، فالناس تدرك ، بأن هذه الروايات مُفتعَلة ومُفبركة وحتى غبية ! .
ان القفازات الحريرية الناعمة الملمس والجميلة المَظهَر ، لاتُخفي ما تحتها من المَخالب الشرسة والحَادة ! .