ميراث الاباء للابناء في عدل ولاة المنطقة الخضراء.. الحلقة الثانية عشرة |
تململ حطامة ابن الاغبر كعادته من زوجته المكروده بنت المظلوم ، التي اكثرت فيه اللوم ، و عكرت عليه اليوم ، فهرب منها الى المنام ، للتخلص من النق و الخصام . و لما نام حطامة في غرفته المكفلعه ، و على جربايته المخلعه ، راى في المنام انه قد اصبح امير البلاد ، يحكمها من القصر الجمهوري في بغداد ، بعد ان فر المعز لدين الله نوري المالكي و الزمرة السياسية الحاكمة من المنطقة الخضراء . و بعد ان بويع ابن الاغبر من اهل العراق ، راى ما بهم من فرقةٍ و شقاق ، فجرب معهم كل الاساليب ، و وفر لهم كل المطاليب ، لكنهم استمروا بالشتات ، و نصرة الدواعش و المليشيات . فراى ان يلقي بهم خطبةً و قد تقلد سيفه ، فذهب قريبا من المنطقة الخضراء ، و صعد على برج الزوراء ، فاجتمع من حوله الشرفاء و الغمان ، و هدأت من تحته دنابك الالمان ، فانصتوا سامعين ، و تبسبسوا مترقبين . فتحدث حطامة و حمد الله و اثنى عليه ، ثم قال : اما بعد : و انكم لا تعرفون شدتي ، فانني من قال في الشاعر : اذا غضب ابن اغبر منه فروا .. و الله ، لآمرن احدكم ان يخرج من باب الزوراء الخلفي ، و خرج من الباب الامامي ، الا دست ببطنه ، ومنعت عن جرحه الديتول و الكطنه ، و اني اذ اقول فلا اعيد ، و اتحدث فلا ازيد ، فلاتركنكم تركضون ركض الوحوش ، و تمشون على العجين ما تلخبطوش ، كلٌ خوفه امامه ، من الامير حطامة ، و رحم الله جدي الاغبر لما قال فيكم : هذا شعبٌ يقتلُ البعض بَعَض .. فجرّ اهل العراق عدلا سنينا و هم تحت حكم ابن الاغبر لشدته ، و انبنى العراق حتى قيل فيه انه من لم يزر العراق يموت احسنله ، الا ان ابن الاغبر في اخر سني حكمه سقم و بدا يسعل ، و اقترب من اجله ، فسمع اهل العراق بضعف حاكمهم ، فعادوا الى الاقتتال ، و التخلف و السجال ، حتى دخل احدهم على ابن الاغبر في سريره ، و لطمه بالمخدة ، فصحا ابن الاغبر من حلمه الوردي بحكم العراق ، وكانت تلك مخدة زوجته المكرودة التي لطمتها به ، و لما سالها عما قامت به قالت : فصلت الجوزة .. روح لابو المولد !!
|