كلام چويتيل

 

اولاً لمَن لا يعرف معنى چويتيل اقول هي لفظة جنوبية ضاربة في القدم لها دلالة عميقة في البلاغة "الشروگية" وتعني وصفاً لشيءٍ يكون مباشراً للهدف وبالگصة مثل أي طلقة قاتلة (چاتلة). 

كلامي الچويتيل الذي اريد قوله هنا هو انه ليس كل مَن يعارض السيد المالكي سياسياً يعني بالضرورة طائفياً او منتمياً لحزبٍ معارض. ليس بالضرورة ان يكون حكيمياً او برزانياً او صدرياً او علاوياً او نجيفياً مع احترامي لهذه الاسماء التي لها جمهورها وقواعدها ايضاً. هناك معارضة مستقلة يجري قتلها ومحاربتها من خلال اتهامها بالطائفية او الحزبية، ولأننا في العراق للأسف الشديد لم نتعرف بعد على مفهوم المعارضة المستقلة، صار من الصعب اقناع الآخر باستقلالية بعضنا

بالنسبة لي مثلاً، انا ضد اداء السيد المالكي السياسي وقناعتي انه المسؤول الاكبر عمّا يجري في العراق، فكتبت تلك القناعة ووضحتها في عشرات المقالات، لكني لا انطلق في معارضتي هذه من موقف طائفي او قومي او حزبي، واذا كان الامران الاولان واضحين عند البعض، فله ان يعرف الامر الثالث ايضاً وهو إنني لست منتمياً لأي حزب سياسي

إن كان لدى الاحزاب المعارضة موقفاً معيناً من السيد المالكي فهذا شأنها وليس شأني انا ان جاء موقفي متطابقاً معها. يعني هل يجب عليّ تغيير قناعتي ورأيي بالمالكي بمجرد ان معارضين آخرين "سيئين" مثلاً يتفقون معي فيها؟ 

نعم هذا الكلام ليس صعباً على الفهم لكنه ليس سهلاً ايضاً على بعض المهووسين بإتهام الكتّاب بالحزبية او الطائفية. هؤلاء الذين يبرعون في تشتيت الفكرة الاساسية للكاتب ويجعلوه يغرق طويلاً في دفاعه عن نفسه ودفعه لتهم الحزبية او الطائفية، بدلاً من شرح فكرته وتوضيحها

لبعض الاصدقاء الاعزاء أقول : أنا كاتب مستقل معارض للسيد المالكي، اعمد واجهد في كتاباتي لفصل الدين عن السياسة في العراق، واذا كان موقفي هذا قريباً اليوم من موقف الاحزاب السياسية المعارضة، فلا يعني إنه سيبقى هكذا للأبد بالتأكيد. ارجوكم كفوا عن دعْشَنَة او بعْثَنَة او برْزَنَة او صدْرَنَة او حكْمَنَة ما اكتب وركّزوا معي في الفكرة الاساسية حتى نستفيد كلانا من الرأي والرأي المعارض. ليست هناك ديمقراطية بدون مفهوم "الحكومة والمعارضة" كما تعرفون.