ألدولة وغياب ألسياسي ألمفكر

ألدولة تحتاج الى من يستطيعون ادارتها ويتحملون ألمسؤولية ألكاملة تجاه ألشعب بتشكيل ألحكومة التي يجب أن تكون من ألسياسيين ألمثقفين وألمتمرسين في ألعملية ألسياسية وتكون لديهم ألخبرة ألكافية للإدارة والبدء بالبنى التحتية لأعمار ألبلد ، وهذا يحتاج الى سياسيين يعون ما يدور في ألدائرة ألجغرافية التي يحكمونها وكيفية ألتعامل مع الشعب بكافة اطيافه وقومياته ومذاهبه .

ان ألحكومات ألشرق أوسطية تعاني من أزمة ألسياسي ألمفكر والذي يدرس الأمور من جوانبه ألمختلفة ولا يكتفي فقط بأدبيات ألحزب ألذي ينتمي اليه ليكون حاكماً أو معارضاً ، حيث ان ألسياسي الذي لا يفهم طبيعة ألمكونات ألمختلفة ولا حتى دورها في ألمجتمع وتاريخها وطبيعة وكيفية ألتعامل معها لا يمكن ان يستمر بالسلطة الا اذا حكم بدكتاتورية واخذ بزمام الأمور بالشكل الذي يتصوره صحيحاً وفي ألنهاية يبقى ألشعب يعاني من حالة من ألضياع وأزمة ألحاكم أللاواعي وتصبح ألهوة كبيرة بين ألحاكم وأبناء ألشعب وتنتهي اما بأسقاط هذا ألحاكم او ألقبول بالأمر ألواقع ، ويأتي حاكماً اخر يختلف قليلاً عن ألسابق ولكن يحمل نفس ألصفات ..

المُفَكِّرٌ هو رَجُلُ فِكْرٍ وعِلْمٍ يُعْمِلُ عَقْلَهُ لِيَصِلَ إِلَى حَقَائِقِ الأُمُور ، وبما انه رجل فكر ويعمل عقله فعليه أن يستخدمه بالشكل ألصحيح من خلال ألمطالعة وألبحث والتقصي وألدراسة ألمستفيضة والتعرف على مجريات الأمور التي حوله لتكون لديه ألفكرة أللازمة لأستخدامها في ألوقت المناسب ووضع ألحلول ألمنطقية وألصحيحة ان احتاج ألامر لذلك ، ولايكون مشوَّش ألفِكْر مُضطرب ومرتبك بحيث لايستطيع إدارة الأمور بالشكل ألمطلوب ويخطيء مرات ومرات دون ألرجوع الى ألعقل في ذلك بل قد تديره ألعواطف أو الأفكار ألمبنية على قاعدة غير معقولة وتكون معقولة بتصوره ألخاطيء وتكون ألمحصلة ألنهائية زوال هذا ألسياسي وازدياد معاناة الشعب .

وعندما يتَوَلِّي ألسياسي أمور ألدولة عليه تسيير أَعمالها ألداخلية وألخارجية وتدبير شؤونها وتكون مبنية على أسس قوية ومتينة وبعد ألدراسة ألمستفيضة واحتساب ألعواقب ألمترتبة عليها عند فشله ويكون لديه ألبدائل ألكفيلة لإصلاح ألوضع والتواصل مع ألمستجدات ألتي ستظهر لاحقاً حتى لا يتفاجأ بالعواقب ألتي قد تعيق مسيرته في ألحكم والاستفادة ألقصوى من الأخطاء ألتي وقع فيها محاولاً تفادي تلك الأخطاء في ألمستقبل وتكون لديه ألفكرة بل الأفكار ألصحيحة لعدم تكرارها وتزداد تجربته ألسياسية حاملاً معه ألفكر ألكفيل بالأستمرار في ألعملية ألسياسية وإدارة البلاد .

ان هذا ألفراغ في غياب ألسياسي ألمفكر وألذي تعيشه ألشعوب ألشرق أوسطية أدت وتؤدي الى ألكثير من ألمشاكل وألصعوبات وحالة من ألضياع وألحرمان وألظلم وفقدان ألحريات وألعدالة والاطمئنان وألمساواة وألحقوق ، وبقاء ألوضع ألسيء كما هو عليه وتردي الأوضاع ألاجتماعية والاقتصادية وألسياسية ، وشعور ألمواطن بالغربة في وطنه في حين هو في أمس ألحاجة للأحساس بالكرامة والأمان في بلده الأم ويشعر أنه مواطناً مشاركاً في ألعملية ألسياسية ويقدم لوطنه ولو ألقليل ويكون فاعلاً ويتصرف بالشكل ألمنطقي وألمعقول ولاينظر الى ألدول ألمتحضرة وكأنها أمله ألوحيد للخروج من أزمته ألتي خلقها له ألسياسي ألغير مفكر .