التحليل النفسي لشخصية نوري المالكي

بعد تسمية مرشح التحالف الوطني الدكتور حيدر العبادي لرئاسة الحكومة والتأييد الذي تلقاه داخليا واقليميا وعالميا ومن مجلس الامن والاتحاد الاوربي والمرجعيات الدينية بما في ذلك ايران والسعودية وهو ما يفتح ابواب لعلاقات تساعد العراق على الخروج من ازماته او على الاقل لتحسين الوضع السابق. بعد كل هذا وبعد شروع العبادي بالعمل مع الكتل السياسية التي اغلبها ان لم نقل جميعها ابدت استعدادا للعمل معه لتسهيل مهمته لتشكيل الحكومة نرى ان نوري المالكي والقليل ممن بقوا معه هو الوحيد الذي يعترض على ذلك.


الغريب في الامر هو ليس تشبث نوري المالكي في السلطة الى حد الانتحار السياسي او ربما الشخصي ولكن الغريب هو انانية نوري المالكي الذي تنكر تماماً الى عضو في حزبه ورفيق له لمدة طويلة. اذن نوري المالكي ذو شخصية (انانية معقدة) فلو كان السيد العبادي من خارج حزبه (حزب الدعوة) لقلنا بانه قد يكون له بعض الحق على اساس انه الكتلة الاكثر اصواتا (ان صح ذلك) والعبادي من خارج تلك الكتلة ولكن العبادي من حزبه ومن كتلته فلا يوجد اشكال في ذلك. وهذا يدل على ان المالكي ذو شخصية لاترى الاشياد بوضوح. ولو كان المالكي يمتلك ذرة من الوطنية والعقل لما تصرف لحد هذه اللحظة بهذه الصورة لانه يعرض نفسه للخروج بشكل مهين وكما جاء اخيرا بطلب من المرجعية (اي طرده شاء ام ابى)! او تطرده المحكمة لانها لايمكن ان تتخذ قرار خطير لصالحه وتضع البلد في حالة من التمزق والانزلاق الخطير. وحتى لو حصل ذلك فمن اين يأتي المالكي بمن يعمل معه؟! هو اصبح معزولا بتحصيل حاصل وعن قريب سوف لن يستطيع اصدار اي قرار لان الدوائر والمؤسسات كلها سوف تلتزم بما يصدر عن الحكومة الجديدة وسيكون هو بيوم وليلة خارج نطاق العمل الحكومي وحتى السياسي لان حزبه سوف يعيد بناء نفسه بمعزل عن المالكي الذي اقصى اعضاء الحزب الاصليين وسلط عليهم اقاربه ونسبائه! هو اذن قد اصيب بما يشبه (داء العظمة) وهو نوع من الجنون الداخلي الذي يجعل صاحبه يرى نفسه فوق الاخرين ويكون كثير الكلام قليل الاستماع لنصح الاخرين او ارائهم وهو ما صار للكثير ممن اغرتهم السلطة مما دفع للعديد منهم على مر التاريخ ان يغيروا حتى بالدين لكي يسيطروا ويبقوا في السلطة.



ان على حكومة العبادي عدم الانصياع للعواطف او المحسوبيات الحزبية وذلك بعدم منح المالكي اي منصب سيادي لان ذلك سوف يحسب ضدها من البداية. المالكي احترقت اوراقه وهو الذي حرقها بيديه فاذا راد ان يكون بالمعارضة فلابأس عليه ان يكون نائب معارض ولكنه رفض العمل مع الجميع الا اذا انصاع الجميع له ورفض تأييد العبادي واصر على ذلك واتهمه بانه خائن للحزب وكذلك اتهم فؤاد معصوم بانه متجاوز على الدستور ووجه اتهاماته للاخرين وعليه فهو لايمكن ان يصلح لاي منصب سيادي الا اذا كانت هذه الحكومة سوف تعتمد (نفس الطاس ونفس الفرطاس) الذي اعتمدته سابقتها!



التحليل النفسي لنوري المالكي يظهر عدة نقاط منها ما نوهنا اليه وسوف لن نتطرق الى البقية لحساسية الموقف ولكن نقطة واحدة مهمه وهي انه بالتأكيد شخص لايرى الاشياء بوضوح ويتصرف بشخصية غير ناضجة تشبه شخصية الطفل العنيد الذي لايرى الا ما في داخل نفسه وما يريد وقد يصبح عدائياً لو لم يمنح مطلبه! هو اذن يمتلك شخصية عنيدة عنادها خرج عن حدود المعقول والمقبول. هذا هو السبب الذي جعل جوقة من المنتفعين والمنتفعات ممن لا خبرة لهم يحيطون به كمستشاريين او مدافعين وقد اوقعوا نوري المالكي في متاهات وورطوه وهو لايعلم بنواياهم الانتفاعية. وهذا هو السبب الذي دمر الخدمات والامن والتعليم والصحة والجيش خلال سنوات حكم المالكي الى ان سلم نحو ثلث العراق بيد عصابات من المرتزقة والمجرمين من خارج الحدود وبوقت لم يحصل لبلد في العصر الحديث. السيد نوري المالكي والمنتفعين من حوله انتهى زمنهم بلا عودة ولكن لم ينتهي حسابهم. هناك بعض الناس وربما من قادة الجيش الهاربين وبعض الاخرين لديهم ملفات سوف لن يعلنوا بها والمالكي في السلطة ولكنهم سوف يكشفوا تلك الملفات حالما يكون خارج السلطة ولعل هذا هو السبب الذي يجعله متشبثاً بالسلطة حتى الموت! لننتظر قادم الايام! لايظن هؤلاء انهم سرقوا وافسدوا ولاحساب لهم بل الحساب قادم وحسب القانون! بعض الحقائق لاتنكشف الا بعد حين.