دول الخليج.. الهدف الأمريكي القادم

لم تعد سياسة أمريكا والدول المتحالفة معها، تتسم بالسرية والغموض، بل أصبحت هذه السياسات واضحة وأصبح الأمريكان يتسلمون الطبخات جاهزة، التي وضع مقاديرها، خبراء المطبخ السياسي في غرف البنتاغون.

 

نتيجةً للحروب والغزوات المتتالية، التي تعرضت لها المنطقة العربية، على مدى القرون الماضية، أصبح من الممكن، فهم استراتيجية الدول الغربية، والتي لم تغير خططها الطامحة والطامعة، بالسيطرة على منابع البترول، وخيرات الدول العربية الأخرى، وسد حاجات أوربا وأمريكا.

 

بُعيد إنسحاب الجيش الأمريكي من ألعراق، تسلمت الحكومة العراقية، الملف الأمني وكان متوقعاً، أن تنشأ حركات ومنظمات، مناوئة للحكومة، لتجر العراق الى حرب أهلية.

 

لإيهام الرأي العام، بضرورة وجود القوات المشتركة للسيطرة على رؤوس الإرهاب، التي هي من صنيعة أمريكا وحلفاؤها أصلاً، تم مساعدة ودعم تنظيم داعش, من قبل السعودية وقطر وتركيا, وهذه الدول تتمتع بعلاقات دبلوماسية جيدة مع أمريكا وإسرائيل, وكان من الممكن, منع هذه الدول, من دعم التنظيمات الإرهابية التي تنشط في سوريا والعراق لتنفيذ مآرب خبيثة.

وفي الوقت المناسب، أصدرت الأمم المتحدة قراراً بمحاسبة بعض ممولي الإرهاب، من السعودية والكويت، ووضع أسماؤهم ضمن اللائحة السوداء، مما يعني إن الهدف القادم لأمريكا، هي دول الخليج، التي سينفذ الخزين البترولي الإستراتيجي منها، بعد سنوات من الآن.

فمن هم قاطعي الرؤوس.؟ ومن سهّل لهم دخول العراق والشام؟ ليطالبوا بدولة تضمهم إسوةً باليهود.

إن الإستراتيجية المنظورة التي يخطط لها بعض الساسة في ألعراق لا تخدم المصالح الوطنية مطلقاً؛ بلْ ما يحدث في العراق، بناء ورعاية مصالح أمريكا وإسرائيل والدول الساندة لها، وبعد سيطرة تنظيم داعش في حزيران هذا العام، على محافظة الموصل، شمال العراق، وبعد إندحار القوات الحكومية، وإنسحابها, بطريقة غامضة لم تُعرف الى الآن, إتجهت جميع الأنظارالى القوة القاتلة التي تمتلكها داعش, والأسلحة المتطورة التي تستخدمها.

حاولت داعش التقدم للسيطرة على أربيل المحاذية للموصل، وربما كان ذلك بتوجيه؛ لبدء التدخل العالمي بقيادة أمريكا، وفعلاً تم ذلك، ومنع الطيران العراقي بالتحليق في فضاء شمال العراق، وبُلِغ الجانب العراقي، بتزويد الأمريكان، بأهداف ومعلومات عن داعش, ليتم إستهدافها أو حمايتها

 

وستنفذ، المخططات الإمبريالية في عموم المنطقة، فلا شيعة ستسلم، ولا سنة ستستطيع الحفاظ على عراقيتها, وليس ببعيد, أن يتجه الحل الى تقسيم العراق وإعلان (دولة كردستان) بمساعدة أمريكية, بعد طمأنة الأتراك وتوقيع معاهدة سلام طويلة الأمد, على جميع السياسيين في ألعراق الدخول في حوار مفتوح لحلحلة الأزمات, والإبتعاد عن المطالبة بالمصالح والحقوق الشخصية, والإهتمام بالمصالح العامة.