لماذا تخلينا عن وطنيتنا واستقلاليتنا ؟

 

في هذه الاوقات الحالكة المظلمة التي يطلق عليها عراقيوا الوسط والجنوب (الهندس) والغارقة بضبابية الرؤيا السياسية بفعل العواصف الرملية التي تستحم بها مدن العراق نكتشف انه ليس من السهل علينا كشعب ان نقطع هذا المشوار الطويل من الدمار والانتكاسات والتضحيات المخيفه لنكتشف عجزنا الفطري والصارخ عن تصحيح اي شيء او بناء اي جدار في العراق الجمهوري.او فك الحصار عن مدينه محاصره والاكتفاء بمجرد التظاهر الخجول لاراحه ضمائرنا 
رغم انني لازلت مقتنعا مثل الكثيرين بان هناك معركة مستمرة وقضية يجب ان نخوضها رغما عنا تتعلق بهويتنا الوطنية التي باتت على المحك والتي تستوجب منا ترك كل خلافاتنا من اجلها مثلما ختم الرئيس الراحل حافظ اسد كتاب باتريك سيل عن سيرته الذاتية بقوله له (اكتب ...ان الصراع سيستمر ) 
وكان محقا تماما.
وثانيا:اننا كشعب وامة راهنا وانتظرنا مجيء قائد عظيم يهبط من السماء بمظلة او تنجبه هذه الارض من طينها الحر يكون قادرا على تحقيق الانتصار ....وكان حالنا لايختلف عن انتظار (غودو) الذي لم ولن يجيء ابد!ا ...
وبالاستنتاج فقد هزمنا مرارا... وفشلنا مرارا في تحقيق اي نهوض تنموي او معرفي فراهنا على العامل الخارجي ... على (فرسان النازية) والصليب المعقوف في زمن الجنرال الكيلاني ثم (الخيول الحمراء) في ظل القطب السوفيتي واخيرا لانجد امامنا سوى الولايات المتحدة الامريكية كسند وحيد لمنع تمزيق الخارطة العراقية... وهنا تكمن الكارثه الوطنية لان الجميع شيعه وسنه واكرادا لايجدون الحل الا في اروقه البيت الابيض اي خارج وطنهم وهو ما يدفع على التساؤل بحيره : هل فقدنا ثقتنا بانفسنا ولم نجد غير العامل الخارجي ؟
وهل انتهى المشروع الوطني العراقي المستقل الذي قاده الزعيم عبد الكريم قاسم رغم كل اشكالات تجربته ؟
للاسف ليس ثمة اجابات شجاعه ولا تبرير سوى انها سياسه الامر الواقع رغم انه ليس كذلك لكن الحقيقه المره التي يرفض الكثيرون الاعتراف بها ان القوى الوطنية العراقيه خاصه الاسلامية منها وحتى اليسارية غيرت كل عقائدها بعد ان تذوقت عسل السلطه وسقط من يدها جمر المباديء وعذابات التشرد والمطارده دون ان تدرك ان الثمن ضياع وطن وارتهان قراره بسبب خلافاتهم وانانيتهم ومشروعهم الطائفي المقيت .