دماء سبايكر ودماء بن عمير

لايختلف لون الدم الا في العراق فهناك دم احمر واخر اسود ولاتختلف النظرة للانسان الا في هذا البلد ولاتختلف الرؤية للعمليات الارهابية الا في هذا البلد، نجح الاقليميون بامتياز  في  توزيع انظارنا وتمكنوا من صهر الهوية الكبرى "الوطن"امام الهويات الصغرى نقترب من السقوط في الوحل الطائفي  والغرق فيه  قد يكون ذلك نتيجة معقولة  لما افرزته سنوات الشحن الطائفي ،ورسخ ذلك اكثر اصرار بعض الكتل السياسية على منهج  القول طائفتي اولا وهو منهج لايبني دولة ولايقوي عصا المجتمع  ولايستفيد منه سوى الذين يرتدون ثوب الطائفة وينزعون ثوب الوطن.
 الجريمة تبقى جريمة في كل مكان وزمان هكذا يقول المنطق الانساني، فليس هناك في معجم العقل البشري جريمة بيضاء وآخرى سوداء،ماحدث الجمعة الماضي من عملية قتل لمصليين عزل في ديالى لايقل بشاعة وقساوة وارهابا عن جريمة سبايكر التي راح ضحيتها العشرات من شباب المحافظات الوسطى والجنوبية  العزل بلاذنب ولاجريرة، هناك اسلوب شائع هذه الايام اراه اخطر من ارتكاب الجريمة ذاتها وهو السكوت عن جريمة معينة والغضب والثوران عن جريمة آخرى لللاسباب طائفية.
تابعت المواقف السياسية لبعض الكتل البرلمانية و نبض الشارع عن طريق الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي  بعد مجزرة مصليي مصعب بن عمير واصطدمت بقضية أن جزءا كبيرا من الشعب العراقي في عقله الباطن
"طفل داعشي"يكبر مع مرور الزمن، هذا الطفل يبيح لحامله أن يتعامل بإزدواجية مع الدم العراقي من منطلق طائفي وميول مناطقية بالية، يُصغر العراق ويقسمه في الذهن ويختصر الكثير منه ويقدم العنوان الطائفي.
 يفترض ان يكون موقف جميع العراقيين موحدا اتجاه الجهات الارهابية التي تقتلهم سواء تلك التي نفذت مجزرة كربلاء٢٠١٤
"سبايكر"  او التي نفذت مجزرة مصعب بن عمير، ليس جديدا ان قلنا أن الارهاب مهما تعددت اشكاله ومسمياته فهو واحد وهدفه واحد ونتيجته واحده، هو يريد ان يقتل جميع العراقيين ويبيدهم ويقطع نسلهم، نحن العراقيون ،نختلف عن باقي دول العالم اننا نواجه ارهابا ذكيا ومتخصصا في اثارة العنف الطائفي، كل شيء ممكن ان يفعله ليصل لهدفه الاساس وهو الاقتتال الطائفي وحرب الاخوة ، ايها الحكماء، الفتنة قرب الباب العراقي  نائمة احذروا من يحاول ايقاظها بتصريحاته  واحاديثه الفيسبوكية التي ترمي الزيت على النار، لاتحفزوا على  مشروع الاقتتال العراقي -العراقي .