محمد كليم الله تعالى

 

يتداول المسلمون عبارة ان موسى كليم الله تعالى بناء على ما ورد ذكره في القران الكريم ولكن الغريب ان المسلمين اليوم يقولون بن الله تعالى لم يكلم احدا الا موسى عليه السلام لقوله تعالى 
{وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً }النساء164

ولكن المتابع للقران الكريم يعلم جيدا ان الله تعالى لا يكلم احدا الا من خلال وحي او من وراء حجاب لقوله تعالى 
{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ }الشورى51
فالانبياء والبشر بعمومهم يكلمهم الله تعالى بثلاثة طرق اولها الوحي او من وراء حجاب او عن طريق الملائكة وسيدنا جبريل عليه السلام 
ولكن القران الكريم لم يخصص ان الله تعالى كلم موسى عليه السلام فقط بل اثبتها لاكثر من نبي واقر القران قاعدة عامة في هذه الاية 
{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ }البقرة253

واثبتها لانبياء عدة تخصيصا فقال 
{يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً }مريم7
{يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً }مريم12


وغيرها من الايات الكثر 
فما هو معني كلم الله موسى تكليما ولماذا اضيفت صيغة المبالغة تكليما لموسى هل كلمه الله تعالى بصورة مغايرة ؟!
الجواب طبعا لا انما الكلام هنا بمعنى الشريعة فموسى هو من اوتي شريعة بني اسرائيل وهو الذي انزلت عليه التوراة وكان سيدنا محمد مثيلا لسيدنا موسى فيقول الله تعالى {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً }المزمل15
والنبي عليه الصلاة والسلام اوضح ذلك في تعريفه لنبي الله ادم فقال 
كان آدم نبيا مكلما , كان بينه و بين نوح عشرة قرون , و كانت الرسل ثلاثمائة و خمسة عشر.
قال الألباني في “ السلسلة الصحيحة “ 6 / 358 :أخرجه أبو جعفر الرزاز في “ مجلس من الأمالي “ ( ق 178 / 1 ) 

فلا تطروا يا اخوتي موسى وتنكروا هذا الفضل لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام