جدار برلين.. إلى السيد بايدن.. عبد الجبار الفياض

1
صباحٌ 
يصبغُ الكوْنَ عُرساً 
بألوانٍ 
لم ترَها من قبلُ عينْ . . .
زالَ حجرٌ
ولمّا تضعْ شمسٌ وليدَها 
على حافاتِ نهاراتٍ 
تناءتْ 
فكانَ هناكَ عشقْ . . . 
. . . . .
ما انتصفَ بجناحيْه طيرٌ بَعدْ 
بين شرقٍ 
وغربْ . . .
النوافذُ 
تفتحُها ريحٌ عائدةٌ بشوقْ
ذابتْ آلامُ فارتر 
بأقداحِ قهوةِ الصّباحْ . . .
. . . . .
وجهٌ 
يتركُ حزنَهُ فوقَ وسادتِهْ
لا يكفي أنْ يسحقَ خوفَه بقربِ بائعِ الجرائدْ 
يفركُ عينيْهِ بعنواناتِها الكبيرةْ . . . 
أرصفةٌ
أحذيةٌ 
عناقٌ
نواقيسُ 
تُغني لحنَ شروقٍ راقصْ 
سقطَ الجدارْ . . .
حبيبان 
يلتقيان بعدَ نزعِ الأقنعةْ 
يضعُ بريشت قبعتَهُ على مائدتِهْ 
ويُصفقْ !
. . . . .
2
جُدُرٌ 
ليستْ من حَجرْ . . .
أفواهٌ
صدئتْ فيها وعودْ . . .
أصابعُ 
أتقنتِ العدَّ في الظّلام . . .
جماجمُ 
بيعتْ بثمنٍ بخسْ
مراتٍ 
ومراتْ 
ورُدَتْ 
فقد تعفّنَ كُلُّ شئْ . . . 
. . . . .
أيهٍ بلدي 
رغائبُ 
قطّعتْ أوتارُ قيثارةِ الدّهرْ
حطّمتْ مسلتَهْ
ونحرتْ على الأشهادِ ثورَهْ . . . 
مزّقتْ خارطةَ حبٍّ 
سجدَ على ترابِها عابرون نحو الشّمسْ . . .
تعرفُكَ 
فريدَ عِقدْ 
وتعرفُها 
نفايةً على شاطئِ بحرْ . . .
. . . . .
شمسٌ تُزاورْ 
وقمرٌ 
يمسحُ خدَّهُ من ترابِ الشّعراءْ . . .
طيورٌ تُهاجرْ
بنادقُ 
ترسمُ الموتَ طرّياً على دفاترِ الصّغارْ . . .
لحمّالةِ الحطبِ طوْقُ رجالْ
ولكافور 
هراوةٌ غليظةْ
والصّدّيقُ يُلقى بغيابةِ جُبْ
فابيضتْ عينا يعقوب النبيّ !!
. . . . .
حفنةٌ بلا جذورْ
أخشابٌ 
تطفو فوق ماءْ
أحكمَ أبو رغالٍ صُنعَ دائرتِهْ
وتسرّبَ من تحتِ أرجلِ الفيلِ خوفْ
فتشتتَ شملُ قريشْ . . .
. . . . .
كنّا صغاراً
نعبرُ الأيّامُ بأجنحةِ النّوارسْ 
أخوةٌ برضاعةِ أرضْ 
الأسماءُ بلونٍ واحدْ
وبلونٍ حملَنا 
وحملناه 
قدراً لا ينقسمُ 
في بيتنا ْ 
الرّغيفُ ينقسمْ !
. . . . .
مُبكراً على رصيفِنا 
استيقظَ الموْتُ 
يتسوّلُ
وسراةُ قومٍ 
يهبون ما يُريدْ 
لا يبخلونْ
رباه 
كيفَ لمَنْ يبيعُ حضنَ أُمْ
ويتركُ للذئبِ أباهْ !!
. . . . .
حبلُ الله
على شفا إحتراقْ 
رقابُ الخيل 
ذهبتْ مع الريحْ 
مشوا حفاةً 
صاغرين 
لا يغسلُهم مطرُ الفصولْ . . . 
. . . . . 
أيُّها الممزّقُ في العراءْ 
أيُّها الجُرحُ المُدافُ بملحِ خوفِهِ 
أنْ يُرَقْ 
ويُتلَّ للذّبحِ 
بسكّينٍ 
تُحدُّ بصخرةِ قابيل . . . 
عشقٌ 
قطّعوهُ من خلافْ 
أتراهم فصلوا ضرباتِ قلبْ ؟ 
سرقوا من الكوْن بهاهْ
وتباكوا بدمعٍ كذبْ
أيُّ هذا الذي لم يفعلْهُ منْ قبلُ 
تتر؟
. . . . .
بئسَ مخبوءاً 
تحتَ دثارِ ليلْ . . .
تشرذمَ النّهارْ 
فكانَ قطعاً من نارْ
سنعطيكَ غداً 
فيومُنا 
سنحرقُهُ بخوراً لعرسكَ الكبيرْ !!