شعوب سهلة الاختراق

لماذا يتجه شبابنا نحو كل صيحة جديدة في القنوات الفضائية بدون تفكير او تمحيص او حتى توجيه من هنا او هناك, يبدو الامر كما لو ان الماء يجري تحت الاقدام وما من رادع, وقد يفكر ذلك الذي صنع تلك المادة التلفزيونية بعوامل نجاحها او فشلها ولكن قد يصاب بالذهوب من جراء الجذب الكبير الذي تحدثه نحو الشباب الذين لا يجدون ما يسد فراغهم او اذهانهم الا القوالب الجاهزة من البرامج الغير فاعلة التي تؤثر بشكل سلبي في نمط وتفكير العقل البشري وتسلب منهم الوقت الثمين في قضاء وقت لا مفر منه من اجل قتل الملل الذي يزحف تجاههم نتيجة سوء التخطيط الذي تنتهجه قنواتنا الفضائية في التغريد خارج السرب بكل جدارة والعيش في احلام اليقضة وتبني افكار مجموعة من القائمين على القنوات الذي تنقصهم التجربة و الخبرة الطويلة التي تتمتع بها القنوات الاخرى, اين البرامج التي تحفز الشباب على ايقاظ قدراتهم ومواهبهم الداخلية بدل ان تضيع هباء منثورا؟ اين ذلك التخطيط على المدى الطويل الذي يتبنى هذا الجيل الذي ولد في رحم هذه المعاناة التي ما تزال مستمرة ؟ اين تلك البرامج التي تعني بالمرأة وشؤونها ومعاناتها واعدادها بشكل صحيح, فالام مدرسة ان اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق, اين المسابقات  والجوائز الهادفة التي تتجه نحو الاطفال من اجل تحفيزهم والاخذ بيدهم ؟ اين اكتشاف المواهب والقدرات المكبوتة؟ اذا ما اريد لهذا البلد النهوض ومقارعة الامم, لماذا نسلم دائما وبدون تفكير بصدق او متابعة برامج او مواد تستمر لعدة سنوات و النتيجة دائما تكون سلبية؟ لماذا يبهرنا ذلك المعلق الذي يصيح باعلى صوته على هذا الفريق الكروي او ذاك وكأنه من اهله وعشيرته او تربطه صلة ذاتية او شخصية, يبدو ان الهدف ليس الفريق بل المتلقي لكي يغرق اكثر و اكثر وكأن الامر اشبه بتخدير الاعصاب على المدى الطويل من اجل اهدار الوقت وتمرير ثقافة معينة تعود بشكل سلبي على الاسرة و المجتمع, فمتى نصحو من غفلتنا ؟