أنا ساذج لا أؤمن بنظرية المؤامرة.. خذوني على قد عقلي

 

المثال الأكثر شيوعاً عن "خبث أمريكا ونفاقها وتآمرها" في تعاملها مع الإسلام والمسلمين هو أنها هي التي صنعت القاعدة بدعمها للـ "المجاهدين" الأفغان ضد القوات السوفيتية في الثمانينات.
ألا يمكن النظر لهذا الحدث من منظور مغاير لنرى فيه أن أمريكا لم تكن ترى في الإسلام عدواً لها بل حليفاً محتملاً ضد عدوها الايديولوجي الشيوعي. وقد تلاقت مصالحها بوقف التوسع الروسي مع مصالح غالبية الشعب الأفغاني غير الراغب بالحكم الشيوعي الشمولي الخاضع لسلطة أجنبية ..
ساعدت أمريكا شعباً للتخلص من الاحتلال ولم تتوقف عند المسألة الدينية، ولم تحاول أن تفرض أيديولوجيتها الليبرالية عليه. لكن "مجاهدي" هذا الشعب هم الذين قلبوا ظهر المجن لأمريكا وما إن أخرجوا السوفيات من ارضهم بدعم أمريكي حتى أعلنوا العداء لأمريكا وأسسوا "القاعدة" لضرب مصالح أمريكا في الشرق الأوسط وكلّ العالم.
من هو المتآمر والخائن هنا؟
أنا أرى بوضوح أن المجاهدين الأفغان ومن تجحفل معهم ومن دعمهم هم الذين تآمروا على أمريكا وغدروا بها .. وكرروا ذلك مرات عديدة وسيستمرون في ذلك.
لكن مشكلتنا هي أن الذي يصنع الرأي العام لدينا منذ ستين عاماً هم مثقفو وإعلاميو اليسار والقومية وهؤلاء يرون لأسباب أيديولوجية أن من حق القوات الروسية أن تساعد نظاماً أفغانياً دكتاتورياً، ولكن حين تساعد أمريكا فصائل معارضة للدكتاتورية الشيوعية وللاحتلال الأجنبي تصبح متآمرة؟
مساعدة أمريكا للمجاهدين الأفغان دليل على أن أمريكا ليست معادية للإسلام ولا للمسلمين .. بل مستعدة لدعمهم والتحالف معهم .. لكن بعض المسلمين هم الغادرون المتآمرون.