أين مختار العصر؟

منذ انهيار جيش مختار العصر أمام خوارج العصر في العاشر من حزيران الماضي, لم تعد تسمع سوى أنباء المجازر والمذابح والسبي والإستعباد. فمع إحتلال تنظيم داعش لمدينة الموصل دخل العراق في عهد جديد أبرز سماته سقوط هيبة الدولة, واشتداد النزاعات الطائفية, وبدء عهد جديد من المذابح تذكر باحداث القرون الوسطى التي عاشتها اوروبا عندما إندلعت شرارة الحروب بين البروتستانت والكاثوليك.

 

وكان اول ضحايا الإرهاب في الموصل الأقليات من شبك ومسيحيين وإيزديين وشيعة. حيث اعقب دخول التنظيم للمدينة موجة من التطهير الديني والطائفي توجها التنظيم حينها باحتلال مدينة تلعفر التي تقطنها غالبية شيعية. وبلغت المجازر ذروتها عندما أعدم تنظيم داعش وبدم بارد 1700 طالب في قاعدة سبايكر الجوية, ليعقبها إحتلاله لمدينة سنجار التي تقطنها غالبية إيزدية, حيث تعرضت لأبشع عملية قتل وسبي واستعباد بعد عمليات الأنفال التي نفذها النظام الصدامي في الثمانينات من القرن الماضي.

 

وبرغم كل تلك المجازر غير ان مختار العصر لم تهتز شعرة في رأسه! والكل يتسائل اليوم أين أنت يا مختار العصر, يا أيها القائد العام للقوات المسلحة وياوزير الدفاع والداخلية ويا رئيس الوزراء؟ ولكن لا حياة لمن نتادي! فمختار العصر اليوم ليس بصدد الثأر لشهداء مذبحة سبايكر, ومختار العصر ليس بصدد تحرير سبايا الإيزديين, ومختار العصر لايهمه احتلال نصف العراق, فمختار العصر أصبح اليوم كالنعامة التي تدس رأسها في التراب عند إشتداد الأخطار ظنا منها ان لا احد يراها!

 

فالمختار ترك الثأر من الدواعش, لأنه مشغول اليوم بالثأر ممن حطموا آماله في الولاية الثالثة! فهو يخطط اليوم للثأر من المجلس الأعلى ومن الصدريين وحتى من حزبه ومن الكرد كما هوديدنه طوال سنوات حكمه. فهو لم يثأر من البعثيين الذين أعادهم الى أجهزة الدولة وسلمهم مراتب عليا في الجيش والأجهزة الأمنية , ومختار العصر عفا عن رموز البعث كالمطلك ومشعان وغيرهم, غير أنه كان أسدا على الشيخ صباح الساعدي وعلى طلبة العلوم الدينية وعلى الكرد عندما قطع رواتب موظفي الإقليم.

 

فهل يستحق بعد كل هذا لقب مختار العصر؟ ام إنه أبو رغال العصر؟