عندما تواجه أزمة تأتيك فرصة ولكن..؟؟؟

تُحرك الازمات الكثير من القدرات المدفونة داخل ذات الفرد أو الجماعة لأن الأزمة تخلُق فرصة بدايتها تحدي الصعاب وقبول التعامل معها ومنها يبدأ الانطلاق والتفكير بالخروج من الازمة لما هو أفضل ليكون بوابة للتغيير وعما كان علية الواقع قبل الازمة .

 

ونحن في العراق قتل أبنائنا مرغمين في حروب خاسرة لا ناقة لنا فيها ولا جمل ناهيك عن عشرات الآلاف الذين أكلت جدران السجون لحوم شبابهم وما تبقى من أعمارهم وحياتهم وفي ابسط الاحوال كان من خطط الطغاة دائما صب النكبات على اكبر عدد من الناس كي يبقى الجميع مشغولا تائها في حياته العامة ليحظى هؤلاء المجرمين بفرص لا يوفرها لهم الامن والاستقرار وهدوء المجتمع .

 

لذا تناوب أعداء الشعب الخارجيين والداخليين الأدوار من أجل أن يبقوه أسير دوامة التناحر بين أطراف العملية السياسية الفاشلة لما بعد التغيير فحجم الدمار الذي لحق في الوطن من جراء هذا التغيير لا يمكن مقارنته بالمكاسب التي جناها الشعب المهدد في وحدته باستثناء ذلك النفر الطامع والمنافق والانتهازي الذي يقيس الامور بمقياس من قبضوا الأموال ليقتلوا الحسين ويسلبوه ملابسه .

 

ولكن مع هذا فأن ما حصل من تغيير كان فرصة نادرة في عالم الطواغيت الخبثاء كنا نتمنى اقتناص منافعها التي كان بالإمكان أن تكون هائلة وتزيح عن الشعب غبار السنيين المتراكم كما يفعل مع الذهب الثمين الذي يكون بيد فاقد العقل الذي لا يعرف قيمته، ولكن من لا يعرفون قيمة الكرامة ويفتقرون للشهامة ضيعوا هذه الفرصة التي حباهم الله بها كي يعوضوا الوطن من ظلم الزمن وليخرجوه من الازمات التي توالت علينا بلا رحمة

 

أننا اليوم بحاجة إلى من يفدون الوطن بأرواحهم وليس الذين يمتصون دم الشعب ويهملون اليتيم ويسرقون الأرامل وحولوا مؤسسات الدولة إلى خرائب من حيث الشكل والجوهر ولم تحرك ضمائرهم الأزمات كي يخلقوا فرص الانطلاق وكما فعل الاشراف من قادة العالم الذين حُفرت أسمائهم في صفحات سجلات بلدانهم التاريخية الناصعة 

 

في وقت تطارد اللعنات من يسقط في القاع في حملات التكالب على السلطة في بلدنا .

 

العراق اليوم تعصف به أزمات متشابكة ولكننا لم نلاحظ وجود من هزته هذه الأزمات وبرع في تقديم ما عليه العمل به في مجال واحد من تشعبات الحياة التي لا نهاية لها فالأزمة اليوم موجودة داخل بيوت العراقيين الذين سجل الفقر نسبة عالية بين صفوفهم فحرمت الطفل من المدرسة وحطت من مكانة الارملة ونالت من كبرياء الكبير فكيف نتوقع من شعب تترنح كرامته بسبب فعل ساسته أن يكون بمستوى الحدث ويتصدى لداعش .

 

وإذا ما خرجا من البيت تواجهنا الشوارع بتراجعها وفساد المخولين بإصلاح حالها ومطباتها ومياهها الآسنة وتطاير الأتربة والقاذورات على مد البصر وإذا ابتعدنا قليلاً نكون وجهاً لوجه مع أجهزة كشف الكذب ( المتفجرات ) التي يقبع من باعها في السجون البريطانية ويتبختر من اشتراها في الوزارات والفضائيات العراقية ولا نسمع منه غير الأكاذيب والكلام المعيب . وأن القائمة تطول إذا ما تعمقنا في كل ناحية من مجالات الحياة فالخلل واضح إذا ما قورن بالأموال التي أُنقت في أي منها . بالأمس اتصلت بأحد أعضاء مجلس النواب مستفسراً منه عن أسم الفاضلة العراقية أم الشهيد التي ألقت ( بشيلتها) في قاعة مجلس النواب ومن أي محافظة هي ؟؟؟؟ فكان جوابه صادم وغير متوقع : متى حصل ذلك !!!!! .

 

أذن نحن لدينا أزمة ساسة كبرى وخيبة للآمال فماذا نتوقع أن يجني الوطن منهم ؟؟؟؟ وكذلك ماذا يجني النازحين ؟؟؟ الذين فقدوا كل شيء نتيجة لتربع هؤلاء الساسة على الكراسي ليتركوا للشعب المآسي ومن دون أن يغتنموا فرص ما بعد الأزمات للخروج بالبلد ألى موقع أفضل وليبرهنوا للمجتمع أنهم لم يعودوا بحد ذاتهم أزمة من الأزمات .