عندما أمسيت وزيرا

لا اعرف كيف تم اختباري وزيرا ولا ادري هل أنا منتمي أو لامنتمي على رأي كولن ولسن المهم تسلمت حقيبة الوزارة الخدمية بعد الانتخابات وورثت عن الوزير الراحل كل شيء عدا ملابس الوزير المفارق للوزارة على رأي أبو الطيب:-

تملكها الأتي تملك سالب *********** وفارقها الماضي فراقا سليب


الموظفون .. الأثاث .. البناية .. ثلاث سكرتيرات درزن مستشارين ( قاصه) وسيارات الوزير مع مونيكات الحماية مع بريد لم يطلع عليه سلفي من التكليف حتى الإعفاء جلست على كرسي الوزير الدوار وسط ( بخيخ السبالت) دون أن يخدش إذني صوت مولدة أو شيء من هذا القبيل حركت الكرسي الدوار فصدمتني رؤية شكلي بالمرآة المعلقة على احد الجوانب إذ وجدت إني لا أزال ارتدي( بنطرون كابوي) وقميص اشتريتهم من ( الباله) قبل المحاصصه والشراكة الوطنية وحكومة الاغلبية والوزارة بحثت عن زر الجرس فأطلت السكرتيرة بابتسامة وحركة غنج تجعل القلب المعلق بقلادتها التي تداعب مركز الحنان البض العاري كل نصفه الأعلى( بوكاحة) وأعلمتني إن مدير مكتبي ومسؤول المشتريات يرومان الدخول فأذنت لهما ودخلا وأنا ألاحظ الفارق بين ما ( البس ) وما يرتدون طلبت منهم الجلوس وبعد قليل اخبرني مدير المكتب بضرورة رفع بصمة الوزير السابق عن المكان وسألني إن كنت اشرب الراني قبل القهوة أو بعدها وطلب جدول المرطبات الأخرى ونوع سكائري وعن مواصفات سكرتيرة الصباح وسكرتيرة السهرة وهل اترك له خيار سكرتيرة بين ( الظهرين) قاطعته متسائلا عن عمل الوزارة فقال الرجل بطريقة تلقائية : ياسيادة الوزير الزيارات الميدانية والتفقدية تشكل خطرا على حياتكم الغالية لذا تم إلغائها والتقاء المواطنين يسبب الصداع لان مطالبهم كثيرة وعن أمور لاقيمة لها مثل البطالة وغياب الكهرباء وأزمات الوقود وفيضان ابو غريب وحرب الانبار وقرعة الحج وعدم توفر الأمان وعدم اكتمال مفردات البطاقة التموينية وغيرها من الأمور التي لاتستحق الذكر .. إذن كيف ندير الوزارة قال الرجل : بسيطة أحضرت لكم عشرة بدلات بألوان مختلفة تطلون بها على المواطنين من خلال الفضائيات وتتكلمون عن انجازات الوزارة ويقوم المكتب الإعلامي بإصدار بيانات تحمل منجزات الوزارة في عهدكم الزاخر بالانجازات والعطاء يتم توزيعها على أصدقاء الوزارة من أصحاب الصحف ( ولا نخشى الأمور) وقد هيأنا لسعادتك غرفة للحاسبات والانترنيت وأخرى للاتاري وثالثة للبليارد ورابعة للتدليك الطبيعي وخامسة للقيلولة وسادسة لتوقيع البريد عندما تحضره السكرتيرة المختصة وسابعة لاستقبال ضيوف خاصين وثامنة للخلوة والتأمل وأخيرة من دون عنوان فتساءلت مندهشا والكهرباء ..؟ فاقسم الرجل وهو صادق أن الكهرباء لاتنقطع وسترى بعينك وما يقوله المواطنون هو تجني على هؤلاء المسؤولين المخلصين المضحين بوقتهم من اجل الشعب وهنا دوى صوت أطفالي ( هيه اجت الكهرباء ) فاستيقظت من حلمي الجميل وما أن رفعت رأسي عن مخدتي المبتلة حتى عاد الصوت ثانيه ليقول ( الله لاينطيهم قطعوها).