هللة هلله بالتظاهرات

ثلاث خطوات، أو سموها قرارات إن أحببتم، جاء بها حيدر العبادي في أول أسبوع من رئاسته لمجلس الوزراء وأراها تحمل حسا إنسانيا يبشر بالخير القادم:
1.إلغاؤه الألقاب التي أقل ما يقال فيها إنها كانت "شي ما يشبه شي". فلا "المعالي" عالي. ولا "دولته" أرسى طابوقة واحدة في بناء الدولة. إنها ليست أكثر من امتهان لعقل الإنسان العراقي المنكوب والضحك على مشاعره.
2.تحريم قصف المدنيين في المناطق التي عمّها بلاء داعش.
3.التقاؤه بايرين ايفرز ممثلة منظمة "هيومن رايتس ووتش"، التي تفاعل معها ووعدها بالتعاون مع المنظمة من اجل حماية واحترام حقوق الإنسان العراقي. على العكس تماما من صاحبنا "سالف الذكر" الذي كان يرى المنظمة مصابة بمرض "الازدواجية"وتستهدفه شخصيا. سبحان الله!
مشكلة "سالف الذكر" ان حقوق الإنسان كانت ترعبه. رعب تحول، شيئا فشيئا إلى فوبيا من التظاهرات. من ترعبه التظاهرات السلمية، في وعيه أو لا وعيه، ترعبه الحياة والسعادة والحرية. وما أضيق العيش في بلد تحكمه نفس مرعوبة من نور الحياة، ولا تهدأ إلا في الظلمة.
أي تظاهرة كانت تخرج، حتى لو من اجل مياه نظيفة أو مجار بيها حظ، يعتبرها الحاكم المرعوب تهديدا لكرسيه. هكذا تعامل مع أرقى وأشيك تظاهرة خرجت في 25 شباط عام 2011 بساحة التحرير. فرقها بالعصي والسياط والرصاص وتابع جلاوزته بعضا من شبابها ليجلدوهم في المطاعم.
تحجج بالخوف عليهم من القاعدة. زين، لماذا لم يخف من القاعدة والبعث على الذين خرجوا من اجل التشبث بكرسي الثالثة وذئاب داعش على الأبواب؟
الفوبيا ذاتها انتابته مرة أخرى وأفقدته رشده ثم طيرته في ما بعد، حين رمى أهل الغربية أسلحتهم وخرجوا للشوارع في تظاهرات بطرك صدورهم للمطالبة بحقوق هو قال عنها مشروعة. وصل الأمر إلى ان فرقهم بالسلاح بعدما احتقرهم بأبشع الألفاظ.
أتمنى على العبادي، ان يفتح الباب أمام التظاهرات السلمية وأن يشجعها. أذكره بزاوية "الهايدبارك" التي قطعا قصدها في واحد من أيام الأحد عندما كان بلندن. هناك حيث يأتي من يشاء ليقول ما يشاء وبحماية شرطة الدولة.
ها هي حديقة الأمة أمامك، فليتك تفتح بها ركنا حرا كل يوم جمعة ليكون مسرحا لتظاهرات الناس المظلومة وغير المظلومة وبحماية القوات الأمنية مع رعاية خاصة منك. ستكون أنت الفائز الأول. وهل هناك فوز ألذ من أن تأمن شعبك وتوفر لهم الأمان وتسمعه ويسمعك. سيحبونك حتما. وصدقني لا نعمة تضاهي نعمة كسب محبة قلوب العراقيين البيضاء التي أتعبها القهر.