أغنية الفتيان الموتى (إلى ضحايا مجزرة سبايكر)... عبد الكريم كاصد

الفتيانُ الموتى 
جابوا الطرقاتْ 
زحموا المارّةَ، 
جازوا في الليل حواجزَ، 
أسيجةً يعلوها الشوكُ،
شوارعَ خاليةً 
إلاّ من جثثٍ نُثرتْ
بيتاً طينيّاً
(يسكنهُ منْ؟)
هل شربوا شيئا؟
أكلوا شيئاً؟
جلسوا؟
هل وقفوا حين دنتْ منهم تلك النجمةُ قابَ ذراعين؟
الفتيانُ الموتى
لم يبصرْهم أحدٌ
مع أنّ ثيابَهم المغسولةَ بالشمس
المكويّةَ بالشمس 
المثقوبةَ 
لطّخها الدمّْ

(منْ يمسحُ عن أوجهِهمْ 
وثيابِهم الدمّْ؟)

الفتيانُ الموتى 
المطعونون
يسيرون 
يسيرون 
ولا يصلون
متى يصلون؟
الفتيان يمرّون... جماعات 
الفتيان الموتى 
ملأوا الطرقات

هامش:

جُرفٌ 
ودمٌ 
يحملهُ النهرُ
(ويرحل...)
وهناك بعيداً فوق الجرفْ 
ثَمّ رصاصٌ
وجنودٌ ينحدرون مع الجرف.. 
جنودٌ
مذبوحون 
جنودٌ 
وظلالٌ 
تتحركُ سوداء
هنالك في أعلى الجرف
ظلالٌ 
سوداء