شقندحي...

عجيب أمر تلك المفردة الغريبة وما لها من تأثير سحري كبير في مجتمعاتنا التي تعاني من التراجيديا المملة حد الرغبة بالعيش في مملكة الموت على العيش بين افراد المجتمع, ليجد مقتبسي تلك الشخصية الحظوة الكبيرة بين الاوساط العامة والخاصة واولياء النعمة. 
تلك المفردة الغريبة تعشق الالتصاق بالأشخاص غريبي الاطوار ومن لهم القابلية على التمدد والنفوذ واقتباس الادوار والتلون , وكل ما يتبادر الى ذهنك من اوصاف بهلوانية هوائية, لتمنحهم قبول ومساحة للتحرك بحرية تامة بين الاوساط الاجتماعية المختلفة بكافة فئاتها وطبقاتها, والشقندحي يفوق المهرج في الاداء والتلاعب بمشاعر الاخرين واكثر استثماراً لتفاعل وردود افعال جمهوره.
والشقندحي يملك من المكر والحيلة ما يمكنه من الوصول الى غاياته واهدافه بسهولة ويسر دون تردد وبثقة عالية في النفس, ودائماً ما تجد اصحاب تلك الشخصية بالقرب من اصحاب المناصب والقرارات والنفوذ لرغبة متبادلة من الطرفين وكل له غاية في نفس يعقوب قضاها.
المتنفذ يرى في الشقندحي القدرة على التعامل مع المواقف الصعبة وحل المشكلات المستعصية واخراج ولي نعمته من الازمات من خلال القدرات واجادت الادوار المختلفة التي تتناغم مع تلك الاشكاليات, وبالتالي فان المتنفذ يدرك بان صاحبه ان نجح فهي فائدة وان فشل فهو نافع لأنه كان في الواجهة, وابعد عن سيده الشبهة والوقوع في المواقف المحرجة.
الشقندحيون تعج بهم مكاتب المسؤولين اليوم, وبأعلى مستويات الشقندحة, ولن تستطيع النفاذ منهم للمسؤول ولو كنت شقندحي وتارك, فما بالك بالمواطن البسيط الذي لا يجرأ ان يقف معتدلاً في حضرة المسؤول, في تلك المكاتب لا يكلفك الكثير من الوقت لتتعرف على أولئك الاشخاص, فما ان تلقي التحية حتى يبادرك احدهم بابتسامة عريضة ولهفة هي مقدمة مألوفة لكشف شخصيتك قبل بدأ التحايل عليك.
صفتان لا يملكهما الشقندحي الصدق في القول والعمل والشجاعة في المواقف الصعبة, والكثير من المسؤولين اصيبوا بصدمات عنيفة نتيجة الكذب المهلك, الذي كان السبب في خسارتهم الكثير من رصيدهم الجماهيري وسمعتهم واموالهم, وكذلك هنالك الكثير ممن تخلى عنهم الشقندحية في المواقف المصيرية والصعبة التي تكشف فيها معادن الرجال.