اسكتلندا تختار بريطانيا عنوانا لها.. الدرس الاسكتلندي للمكونات العراقية والعالم

الشعب الاسكتلندي هو من اكثر شعوب العالم ثقافة وتطورا وتحضرا, ويفتخر بتراثه وتمايزه عن باقي مكونات الجزيرة البريطانية من انكليز وويلزيين واجانب وعن الايرلنديين. قرر اغلبيته ديمقراطيا رفض الانفصال وبحضور جماهيري واسع تعدى 80% من المقترعين في استفتاء الاستقلال بالامس. وكان شعب اقليم كيوبيك الكندي من الناطقين بالفرنسية قد اتخذ نفس القرار عام 1995 مثله مثل شعوب بلجيكا المتعددين وكذلك شعبنا العراقي الكردي حينما صوت على الدستور الفيدرالي عام 2005 واخرين.

العبر التي يمكن استخلاصها من هذه الاستفتاءات هي:

- من حق المكونات الاصغر لاي شعب ان تحتفظ بهويتها الخاصة وتمايزها وثقافتها وحقوقها التي تختلف عن السياق العام للبلد الذي تنتمي اليه وعلى الجميع احترام ومراعاة ذلك.

- ان فكرة انفصال وتفكك الدول والامم وتقسيمها باتت غير مقبولة شعبيا حتى في ضمير ووجدان الاقليات عندما يخيرون بحرية تامة وفي استفتاء نزيه.

- ان كل المكونات الاقل تعدادا في العالم تشعر انها مهضومة الحق من قبل الاغلبية, ولكن ليس لدرجة تستدعي الانفصال. وكلما اعطيت هذه المكونات حقوقا اضافية فان حقوق الجميع ترتفع.

- اعلان الاقلية عن تميز ثقافتها وهويتها وشعورها بالغبن واعلاء الضجيج حول ذلك يقود حتما الى شعور مماثل عند باقي الاقليات وحتى عند الاكثريات, وبالنتيجة تتعزز الثقافة والهوية والحرية الخاصة والمشتركة.

- التهديد بين فترة واخرى بالاستقلال هو ظاهرة صحية تلفت انتباه الاغلبية الى فوارق واحقاد تتراكم مع الزمن بين المكونات ليتم ردمها بروية وحكمة. ويحافط التهديد من جهة اخرى على تمايز المكونات واعتزازها بنفسها وبهويتها, وبدلالها على الاخرين.

- ان رفع سقف مطالب الاقليات يصب بالنتيجة في مصلحة الاغلبية. فالصلاحيات والسلطات الجديدة التي سيحصل عليها المواطن الاسكتلندي بعد 18\09\2014 وفقا لوعود الحكومة مسبقا لثنيهم عن الانفصال, سينعم بها ايضا الانجليزي والويلزي والايرلندي الشمالي في تقرير مصيره بنفسه وحكم ذاته على ارضه.

- الربح والخسارة المادية من الوحدة و فوارق توزيع الثروة هي ليست معيارا لتلاحم الامم او انفصالها. فمع ان بريطانيا تصرف على اسكتلندا اكثر مماتجنيه منها فان سعر الباوند الاسترليني ومؤشرات سوق المال الانجليزية ارتفعت مع قرار عدم الانفصال.

معا افضل Better Together كان هو الشعار الغالب والاعم ليس في اسكتلندا وحدها وانما في كل اجزاء المملكة المتحدة وربما بكل العالم.