إقليمٌ واحد أم ثلاثه؟

ألا تعتقد أن إقليم غرب العراق في الطريق ؟ مارتن دمبسي ، الجنرال المخضرم ، ورئيس الأركان الأمريكي لم يستبعد إحتمال أن تضطر القوات الأمريكيه للقيام بدور بري أكبر ، وهي تتصدى لمقاتلي تنظيم ما يعرف بالدوله الأسلاميه " داعش " في العراق والشام رغم نفي البيت الأبيض ذلك ، وهذا يعني أن خطوط الخارطه لم تزل غير واضحه ، وفي حالة مراجعه مستديمه ، واللعبه على ما يبدو لم تتعد مراحلها الأولى حيث نستنتج مما ذكره " هاغل " وزير الدفاع الأمريكي " إن القياده المركزيه للجيش ، ستعرض الخطه الحاليه على أوباما " إذن تنفيذ الخطه يحتاج إلى مبررات سواء كان في العراق أو سوريا ، و " داعش " هذا التنظيم اللغز ، كما هو الحال مع تنظيم القاعده الذي فقد بريقه على ما يبدو ، " داعش " هذا بشعاراته الدينيه الغارقه في الأصوليه والبعيده عن روح الدين الحقيقي ، كان ولا زال ظهوره المفاجيء غامضاً خاصةً على الساحه العراقيه ، وإحتلاله السريع والدراماتيكي لمحافظة الموصل ثاني محافظه في العراق بعد العاصمه بغداد وبحركه سريعه أذهلت الجميع ، يعطي مؤشراً أن هناك أهداف يراد لها أن تتحقق ضمن ما مقررلها من سقوف زمنيه أقصاها ثلاث سنوات .
إن هذه المسافه الزمنيه كفيله لبلورة القناعات اللازمه والخروج برأي موحد لبناء إقليم تشكل الأكثريه السنيه نسيجه الأجتماعي المتجانس الذي يستطيع أن يأخذ على عاتقه بناء كيانه والعمل على إزدهاره ضمن دولة العراق " الفدراليه " ذات الأهداف المشتركه ، وإذا كانت كفة التقسيم في الوسط والجنوب غير راجحه ، فإن السيناريوهات التي أعدت للحل هي أيضاً متعدده بتعدد ألوان الطيف الشيعي ، هناك من يقترح إقليم للوسط وإقليم للجنوب ، وهناك رأي يحاول تسويق إقليم البصره ، وربط بقية محافظات الجنوب والوسط بالعاصمه بغداد بصلاحيات لامركزيه واسعه ، وهناك مقترحات ، كلها تحاول أن تصب في مجرى الحلول الكثيره والمتعدده والتي تحتاج إلى وقت قد يساعد إلى جر السفينه إلى برّ الأمان . غير أن الشيء المتحرك لدينا والواضح للعيان هو ، من يلوي ذراع من ؟ في الساحه العراقيه ، إيران أم أمريكا .
لا أدري ، وانا على وشك أن اختم مقالي هذا تذكرت ذلك المثل العربي القديم الذي يقول " وتقدرون وتضحك الأقدار "