الشيخة امية دمعُ فرحٍ بعيون العراقيات

عقود وهي تقاسي لوحدها، تتلقى كل تخبطات السياسة وبالاً على حياتها، ترملت بفعل الحرب وَيتمت وثكلت الولد ما اصعب ان تدفن الام ابنها،  في الحرب وحدها تدفن الامهان ابنائهن، بالمقابل كانت اليد التي رفعت معدل المنجز في العمل ، وكانت الحاضر الاول في ساحة الحدث اعلامياً ،واكاديمياً وطبياً وعلى كل المستويات، الام التي لاتكل فلم تقصر يداً رغم كل انواع العوز والفاقة، شاركت الرجل بل زاحمته بتفوق، تلك التي صقلتها الشدائد لتكون المرأة العراقية، ولم تتوقف تضحياتها عند حد. فهناك غرب العراق  يقابل دجلة نهر لا يعرفه الكثيرون نهر من القيم و الشهامة والكرم ، حيث دلال المشايخ ورائحة البن وصوت الربابة ، هناك تترصد عيون الرجال لكل دخيل لتلفظه ارضهم، فلم يهدأ زناد بنادقهم ، بين اولئك الشجعان من تكريت ابطال ناحية العلم ، بطلة فذه كانت الاولى على السواتر وخلفها ابناء عشيرتها، طالما كان منظر البنادق يثير في الخوف ، الا اني شعرت بفخر وطمأنينة، احسست بان في المرأة شجاعة تفوق ما في الرجال ، كانت تمسك ببندقيتها وعينها صوب هدف هو ان لا خضوع لسلطة العصابات ولن نرضخ ونسلم الارض والعرض، كل هذا وهي امرأة. امية ابنه مشايخ الجبور ابنة الشهيد ناجي ال جبارة واخت الشهداء معاوية وعبد الله ال جبارة، لزمت موقعها ولم تتقاعس في الوقت الذي باع فيه اشباه الرجال ارضهم فروا من مواقعهم المسؤولة ليهربوا تحت ستر الظلام سارقين هيبة وكرامة العراق وما اضاعوا سوى انفسهم تاركي ارض الحدباء للمرتزقة، ولاذوا لمن يأويهم الى حين، امية خطت للعراق درب عز ، رسمت طريقاً نحو الشرف ثمنه الروح اغلى الاثمان ، امية سقت دماك ارض اهلوك فخرا سيذكروه وتدمع عيونهم فرحاً وزهواً بابنة العلم ، امية لقد صفعتي والله بشهادتك كل جبان خسيس تخاذل وباع العراق، سنشنق بضفائرك كل الخونة، حلقي الى جنة انت بالغتها، وانثري قيم الشجاعة على رؤوس الجبناء. امية ستضل ابتسامتك تبعث في نفسي الطمأنينة. فالعراق الذي انجب امية لن تدنسه الارجاس ولو بعد حين.