سبايكر + الصقلاويه = دم عراقي وصمت حكومي

تُعدّ عملية اتخاذ القرار السياسي من أعقد الظواهر السياسية بسبب تشابك وتعدد العناصر والعوامل الداخلية فيها، ومنها طبيعة الظروف الموضوعية التي تدفع إلى اتخاذ قرار معين، ونوعية القيم المتنافسة في كل مرحلة تمر بها عملية اتخاذ القرار، وعلاقة الارتباط القائم بين هذه القيم، وبين تقاليد المؤسسات التي يتخذ في إطارها، وإلى أي مدى تؤثر الارتباطات الثقافية والطبقية والمصلحية لواضعي القرار في تصوراتهم وتقويمهم النهائي له، كذلك هناك تأثير الضغط الذي تفرضه البيئة المحيطة باتخاذ القرار وطبيعة الأسس الاستراتيجية التي يبنى عليها، ونوع الخبرات والمهارات التي تتوفر لدى واضعي القرارات وتؤثر في أحكامهم التقريرية.
ويظهر تأثير المتغيرات الداخلية والخارجية في عملية صنع القرار السياسي الداخلي والخارجي من خلال طريقين: الأول، مباشر ويرتبط بتأثيرها في نوعية الإمكانيات الذاتية لدولته، ودور استخدامها الجيد في بناء القاعدة المادية الصلبة لانطلاقته. أما الطريق الثاني فهو غير مباشر ويتجسد عبر عملية التفاعل بين المتغيرات الاقتصادية والمتغيرات الأخرى سواءاً كانت معنوية أم مادية.
وكذلك تؤدي العناصر الاقتصادية دوراً هاماً في منح سائر العناصر الداخلية الأخرى سمة الاستقرار والثقة، وتقليص الحاجة أو الاعتماد على الموارد الخارجية، كما تمنح صانعي القرار المرونة وحرية المناورة والخيارات في المجالين الداخلي والخارجي، والقدرة على الصمود إزاء الضغوط وتحمل الظروف الحرجة الطارئة.