دعوهم يتظاهرون

استغرب انزعاج الكثيرين، من عزم أنصار المالكي على القيام بتظاهرات في نهاية هذا الشهر تنادي بإسقاط حكومة العبادي او رحيله كما يشاع.  شخصيا أفرحني الخبر، لا بل وصرت اتشوق لانطلاق تلك التظاهرات. واضح ان المتظاهرين أنفسهم يدركون بأن العبادي ليس كسلفه. وانا مثلهم على ثقة تامة بأن الرجل سيوفر لهم الحماية وييسر لهم تظاهراتهم ما دامت سلمية بلا سلاح ومن دون انفلات أمنى.
دعوهم يتظاهرون ما داموا عراقيين يكفل لهم دستورهم ذلك. من يتحجج بان "مختارهم" كان يحتقر التظاهرات ويقمعها بالسلاح لذا يجب ان تتم معاملتهم بالمثل فهو خاطئ. انه لو فعل فلا يختلف عن ذلك الذي كان عندما يظلمنا يذكرنا بزمن صدام.
قرأت انهم سيطالبون بحق ضحايا مجزرة سبايكر. مطلب أقف معه بكل جوارحي وأثني عليه. فما زالت الأمهات تنوح ودموعهن لم تجف وجرح قلوبهن لم يندمل. ولن يندمل ابدا الا بمحاسبة القيادة التي قصرت في حماية أرواح ابنائهن. أتمنى على العبادي ان لا يتردد ثانية في تلبية هذا المطلب بإحالة كل من كان في القيادة العسكرية يومها، من رأسها حتى قدميها، للقضاء العلني. فرصة لوضع طينة المقصر بخده على الهواء.
نعم دعوهم يتظاهرون فالمظاهرات نعمة مهما كان غرضها. حتى لو طالبوا بتغيير اسم العراق رغم انهم قبل غيرهم يعرفون بان تحقيق ذلك مستحيل. المهم ان لا أحد يجلدهم او يقمعهم او يلاحق شبابهم ليذيقهم مر الإهانة والعذاب كما فعل "سالف الذكر" وجلاوزته الذين "تداعشوا" فوق سطح "المطعم" التركي يوم تظاهرات 25/2/2011 بساحة التحرير.