العربية السعودية في منظار حكومات العراق المحلية

تذهب المعاهد التي تعنى بدراسة الافراد الى مراجعة سلوكهم لمدة زمنية معينة وعبرها يتم معرفة مدى التغيرات في ارائهم وسلوكهم وبالوقوف على النتائج المترشحة تتمكن هذه المعاهد من التنبؤ بطبيعة قرارات الحكومات او الافراد المستقبلية.
وبمراجعة سريعة لقرارات حكومات العراق المحلية ازاء استيراد البضائع السعودية ، ترشح موقفين متباينين الاول قُيبل نهاية حكومة المالكي والذي دعا صراحة لايقاف استيرادها وامهلت التجار شهرا واحدا لتصفية بضائعهم جميعها او تحمل نتائج ذلك.
وليس اكثر من شهرين يمر ومع منح حكومة العبادي الثقة انبرى موقفاً جديداً لكنه هذه المرة مع فتح الباب على مصراعية للتجار لاستيراد البضائع السعودية وكأن شيئا لم يكن وتحول الداعشي الكبير " المملكة العربية السعودية " الى صديق حميم وداعم للبد.
الحكومات نفسها والاشخاص أنفسهم إلا ان القرار قد اختلف والاراء تغيرت والمواقف لم تصمد اكثر من شهرين والحال نفسه ينطبق على وجهة النظر ازاء دولة قطر زعيمة الارهاب العالمي بحسب رأي تلك الحكومات قبيل ايام وقد تكون بعد اسابيع راعية للسلام العالمي.
لانعترض على الذين اتخذوا مواقفهم بناء على مراجعة دقيقة وثبتوا ، لكن اعتراضنا على الذين بدلوا جلدوهم واربطتهم وتفكيرهم بين ليلة وضحاها ومثل هولاء الناس لن ينفعوا الناس بشيء وليس بمقدورهم تقديم الخدمة لابناء محافظاتهم ، ومن يدري لعل مثل هولاء يصبحوا قادة للتغيير مستقبلا .
واجد من المناسب ان اذكر قصة حدثت في حكومة البعث حين خرج علينا بعض الدعات يبررون امر القائد انذاك بتخفيض مادة الطحين في الوجبة الغذائية من تسعة الى خمسة كيلوا وعدوه إلتفاته من لدن القائد لابناء الشعب وخرجوا بمسيرات مؤيدة للفكرة وبعد اشهر قليلة قرر القائد اعادة الوجبة الى عهدها السابق تسعة كليوا طحين والحال نفسه خرجت المسيرات تعلن تأيدها وشكرها للمكرمة السخية من لدن القائد.
واليوم يصاغ الحال نفسه ولكن بطريقة اخرى.
فبالامس كنا رهن اشارة الحجي بتأزيم العلاقات مع السعودية وربما نكون رهن اشارة الدكتور العبادي بأعادة المياه لمجاريها مع المملكة وشتان مابين عقلية الحجي وعقلية الدكتور العبادي.