هل يستحق الجلبي كل هذا ؟.. رسالة الى رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي المحترم

لا يستطيع اي منصف ان ينكر الادوار الرائعة التي اداها الجلبي في العملية السياسية العراقية التي نخوض غمارها منذ اكثر من عشرين سنة ، فأليه يعود الفضل الاكبر بالقرار العالمي الذي نص على الاطاحة بحكومة صدام حسين ، وكان من اوائل الوافدين إلى ارض الوطن بعد السقوط ، وباشر العمل السياسي فورا من دون اي خوف او تلكؤ ، ويعترف الدكتور ابراهيم الجعفري وزير الخاريجية العراقي الحالي بان للجلبي الدور الاكبر في ترشيق الانفاق العام في حكومته ، ورسم له خطة بارعة لمحاربة الفساد او تحجيمه ، ولا ننسى انه وقف بشجاعة غير معهودة من كثير من السياسيين بالعراقيين الذين يتبوأون اليوم مناصب حساسة في الدولة ، وكان وما يزال يمتلك الحجة القوية في حواراته ونقاشاته ، رجل صاحب علم ، وفكر ، وخبرة ، ولم يخرج في يوم من الايام خاسرا في حواراته .
الدكتور احمد الجلبي اكاديمي معروف عالميا ، يمتلك رؤية للدولة ، ولا يعرف الثرثرة والانشائيات بل يزن كلامه بميزان ثقيل ، لانه يحرتم اختصاصه ويحترم تاريخه ، ويفكر استراتيجيا لا تكتيكيا ، وكلنا نشهد له بخبرته في الاقتصاد ولمال والتجارة، بل ينبغي ان لا نسنى ان الجلبي لم يكن ذلك السياسي المعارض باللسان ، بل حمل سلاحه في شمال العراق يقاتل ، ويناضل ، وتعرض للاغتيال اكثر من مرة ، في حين كثير ممن تولوا المناصب في العراق المسكين منذ السقوط وحتى هذه اللحظة لم يحملوا بندقية ، ولم يوقعوا على بيان مشترك ، ولم يتكلموا ببنت شفة يوم اراد البعثيون ان يستخلفوا صدام بشكل وآخر .
احمد الجلبي ذكاء وحيوي ومتحرك ومعطاء ومخطط وشجاع ، فما الذي ينقص الرجل من ان يشارك في حكومة السيد العبادي ، والعبادي يرفع شعار حكومة الكفاءات ، وهو جاد بذلك حقا .
الدكتور احمد الجلبي كان لسانا ذربا في الدفاع عن حقوق الشيعة في زمن كان الدفاع عن الشيعة يعتبر جريمة لا تغتفر حتى لدى زعماء شيعة كبار ، ولم يتوان ابدا عن دعم الدولة والحكومة، كان وما زال يقدم خدمات بالمجان، فهل جزاء الاحسان الا الاحسان ؟
هل من المعقول ان تسلم حقائب وزارية كبيرة وسيادية لغير اختصاص ويحرم الجلبي من ذلك ، وهي الحالة التي تساوي موضوعيا خسارة للعراق وشعبه ومستقبله ؟
الجلبي عملاق فكر وتجربة وعلم ، فلماذا هذا الاقصاء ؟ لماذا هذا الابعاد ؟ لماذا هذا التهميش ؟
سؤال مطروح للسيد العبادي ، وهو سؤال مواطن عادي ، ولكني على يقين ان هسؤال الالاف من ابناء العراق .
اني على ثقة ان السيد العبادي بحاجة ماسة الى الجلبي ، لان الجلبي قوي وشجاع وتكنوقراط وابن التجربة ، واثق تمام الثقة انه سيكون له اليد اليمنى والدماغ المفكر
والضمير من وراء القصد