العراق القوي هو المطلوب!!

الخطيئة الكبرى التي أُرتكِبَت بحق العراق هي حل الجيش وأجهزة الدولة , والذي يقول أنه كان خطأ إنما يمارس سياسة الكذب المارقة , فالذين إتخذوا ذلك القرار يعرفون جيدا جدا مقاصده وتداعياته , ولهم تجارب سابقة في حروب وإسقاط أنظمة.

 

وذات الحالة تكررت في ليبيا , ويُراد لها أن تحصل في سوريا واليمن ومصر وباقي الدول للوصول إلى الفوضى , التي تحقق الأهداف المرسومة والتطلعات المكتومة.

 

ولا يمكن لوم الآخر الذي تهمه مصالحه , لكن اللوم يقع على الذين هللوا للقرار وأسهموا في هذا السلوك الإنتحاري المروع.

 

إنهم أسقطوا دولة راسخة التقاليد منذ ما يقرب من قرن , لم تتمكن الإنقلابات من تغيير بنائها وتقاليدها وأصولها ومعايير تفاعلاتها , لكن القوى التي إحتلت البلاد قضت عليها كما يُقال "بشخطة قلم".

فمَن هو المسؤول؟

التأريخ سيكون هو الحَكم!!

 

وما يحصل في المنطقة من تفاعلات سببه غياب قوة العراق , لأن هذا الغياب أحدث تصدعات وترك  فراغات في الواقع العربي , وما تنبه لذلك الحكام العرب الذين تساقطوا تباعا , وإنما أصابهم وَهْمُ كونهم مُحصنون , وبختلفون عن الحالة العراقية , في زمن إتضح فيه أن لا عاصم من مصير العراق ,  ما دام الآخرون قد أسهموا في صناعته.

 

وبإنهيار دولة العراق وجيشه , فأن المنطقة صارت تحت مطارق الإنهيار الحتمي  , بعض دولها سيقاوم إلى مدى معين لكن معظمها ستسلم أمرها للقوى الأخرى , وترضى بخيار الإحتلال المباشر  أو الغير مباشر , لأنها أصبحت أمام خيارين لا ثالث لهما , وأحلى الخياريين مرّ وعلقم.

 

ويبدو أن علائم هذا المصير بدأت تلوح في الواقع العربي الذي في حقيقة ما يجري فيه , حرب عالمية وفقا لمواصفات العصر ضد حالة زئبقية تسمى التطرف والتي يمثلها العرب , بكل المسميات  القائمة والقادمة , والتي ستلدها أرحام المصالح والبرامج ذات الغايات البعيدة المدى , حتى ليأتي اليوم الذي يكون فيه العرب جميعهم متطرفين حتى تثبت براءتهم.

 

إن سقوظ العراق وإنهيار دولته وجيشه , قد حقق أحلاما لأعداء العرب ما كانت تخطر على بال أدرى مفكريهم ومنظريهم.

 

وفي هذا المأزق الإنهياري , تحول الإنسان إلى عدو ذاته وموضوعه , وأمعن الشك في صناعة الحالة السلوكية الإنقراضية المروعة , التي ترفع رايات الدين ولكن أي دين؟!!

 

ولن ينجو العرب من عواصف الويلات إلا بالإعتصام بعروبتهم ووحدتهم , وتماسكهم الوطني والعقائدي والإقتصادي والعسكري ,  وبالإستثمار في مشاريع سعادة الإنسان وبناء الأوطان , وأن يبعدوا الدين وأحزابه عن كراسي الحكم!!