داعش من نوع اخر

دعونا لانستغرب يَقيِناً ان بداخل كل شخص يوجد "داعشي " يقوده لتجريم وتحريم وقتل كل من يقف بطريقه وبابشع الطرق التي عرفها تاريخ الاجرام،السؤال كيف ونحن نحارب "داعش" وما يفعل من شنائع شوهت وجه تاريخنا الاسلامي المعاصر، بنظر بقية الاديان،فحين يحكم احدنا على الاخر للتصرف سواء افتعله او لم يفتعله يكون حكمنا عليه بابشع صورة نبلورها داخل صوامع رؤوسنا فندعشنه ونتحدث عنه كنكرة وانه لا يستحق الحياة، متناسين قول الرسول الكريم ( احمل اخاك على سبعين محمل) وان تعارض شخص من ابناء جلدتنا حتى وان كان تصنيفه الاسري (اخا) مع مصالحنا الشخصية يترتيب هنا ان نقيم عليه الحد بابشع الطرق في داخل عقولنا،لان الفكر المنحرف والتشددي هو المسيطر على اغلب ما نفكر به ونطرحه في مجتمعات انهارت مؤخراً بسبب تفشي هذا الفكر خارج جماجمها ليرى النور ويلبده بظلالِ احكامه العتمة لتصبح مناسبة ومهيأة كي تنمو وتتكاثر.
نحن لانعيش بهذا العالم وحدنا، هذا مايجب ان نعيه مع مراعاة محتوى هذا الكون الكبير وما يعج به من قوائم مختلفة من الاديان الاخرى والمسلمين المعتدلين الذين يتقاطع فكراً وعملاً عن مكونات"داعش" ونتاجه، وبدلاً من استحداث حرباً عالمية لتنظيف الواقع من"داعش" وبمواجهة عسكرية مؤلفة من اغلب الدول المساهمة بولادته،لمجرد القول ان مايهم انهم وقفوا وتقاطعوا معه.
قد ندهش حين نرى افعى في البراري تغير لون جلدها ليكون شبيه بالصخور والبيئة من حولها،ونتسائل كيف يحدث هذا ونرى اخطبوط او سمكة تغير لون ردائها مع الوان المرجان البحري الذي تسكن بداخلهِ،لكننا ايضا نختص بهذه الميزة عبر تأقلمنا مع محيطنا الذي تكونا فيه وتمازجنا مع كل ما يجري لنتعايش بالنهاية في اقسى الظروف، يثبت تناسخ جلودنا عبر افكارنا، اذن مانحتاجهُ بشدة هو تنظيف افكارنا من الدعش الذي ينمو فيه، وتشريبها بثقافة التسامح وتبني نظرات مستقبلية لكل ما هو صالح.ِ