الشعب على ضحايا سبايكر والصقلاوية وبادوش حزين وأولي الأمر يتطمشون

يلف الحزن الأرض العراقية وبشرها من أقصى الشمال وحتى أقصى الجنوب، فرقاً على الثرى الذي دنسه الدواعش، والشرف الذي لاغت فيه، فأضحى نجساً يحتاج إلى من يطهره من الدرن، وبدلاً من أن يتعايش الساسة ومجلس النواب العتيد مع مشاعر الملايين، الذين صدمتهم النكبات المتوالية، وأقضت مضجعهم، وألمت بكبيرهم وصغيرهم، ورملة نسائهم، وأيتمت أطفالهم، وثكلت أمهاتهم في مسلسل دامي قل نظيره .

رأينا تدافع الذين بسبب سياساتهم الفاشلة، وتراشقهم بالكلام اللامسؤول، ودفع الوطن ومواطنيه أفدح الخسائر، رأيناهم يتدافعون من أجل التمتع بعطلة العيد، البالغ الحزن على ذوي الضحايا من أبناء الريف، والمدينة، وسكان جبال سنجار وتلعفر، ومرتفعات بعشيقة، وجلولاء، والصدور، على عكس حالة الانشراح التي يعيش بحبوحتها أولئك الذين شدوا الرحال قاصدين عوائلهم المنتشرة في المدن الغربية والشرقية، فأزدحموا في أروقة المطار، وعلا ضجيجهم لتأخر طائراتهم، وهم الذين لم يرف لهم جفن، لتأخر الغذاء عن المحاصرين في الصقلاوية، والضلوعية، وغيرها من الجيوب الساخنة .

ان الشعب المحبط مما أصابه من تدهور وتأخر، على طريق الوصول لحقه المشروع في العيش كباقي شعوب الأرض، أصبح ضحية مؤامرة يحيك خيوطها الأجنبي، الذي لا ولن يرف له جفن لفواجعنا، وبين من منحهم هذا الأجنبي ما لا يحق لهم في أدارة البلاد، مضافاً أليهم أولئك القتلة، الذين جمعتهم المخابرات الدولية على الساحة العراقية لمآرب خسيسة .

كنا ننتظر من ساسة الخط الاول سواء كانوا في السلطات التشريعية، والتنفيذية، والقضائية أن يشاركوا المنفطرة قلوبهم لوعة، على فلذات أكبادهم، التي تنقل لهم الأخبار أن أجساد المغيبين من أبنائهم، قد أصبحت طعاماً للضواري، تنهش بها الكلاب الحيوانية والبشرية، ليُؤشر الحقد اللعين الذي أصبح في أعلى درجاته في سُلم النذالة، وخارج أبسط حدود المقاييس الإنسانية .

ولكن ما شاهدنا حالة من اللامبالاة، الخالية من كل ما يشير إلى وجود أي أشارة للتفاعل مع محنة الشعب ولو في أدنى المستويات، لتذهب سدى الدماء التي غسلت الارض، لسبب وبلا سبب، وطلت باللون الأحمر الضمير العراقي المعذب أصلاً .

كنا ننتظر من ساستنا أن يرفعوا رايات الحزن، ويتجولوا بين المدن والقصبات العراقية، كي يزيحوا ولو بمسحة خفيفة بعضاً مما طُبع على وجدان المواطنين من كآبة، وصدعهم من ألم فراق الأحبة، الذين قضوا نتيجة الإهمال، وعدم الارتقاء إلى مستوى الحدث، وقلة المعرفة، وضعف البصيرة، وفقدان روح المواطنة . ولكن الذي حصل هو مغادرتهم البلاد بعيدا عن آلام الشعب، ليتزاحموا باتجاه العواصم الغربية حيث يكمن الولاء المزدوج....؟؟؟؟؟؟ .