سقــوط ديبلوماســي عراقـــي..

ثلاثة معسكرات تركية لتدريب الارهابيين وارسالهم الى العراق في مدن: (كرمـان.. وأوزمانيا.. وسانليلورفا أورفا)، وغرف عمليات تنسق إيصال الدعم الطبي والغذائي للدواعش، وإشراف رسمي على إدارة "ولاية الموصل"، ثم حالياً يجري أوسع تدريب لآلاف الشباب العراقيين على الجهد الاستخباري وبناء أكبر شبكات تنظيمية داخل مؤسسات الدولة العراقية كخطوة تمهيدية لمرحلة مستقبلية لهدم الدولة من الداخـل بدلاً من ضرب مؤسساتها من الخارج.

فالمؤامرة التركيــة على العــراق تفوق كل تصورات المواطن العادي، وأشك أن أجهزتنا الاستخبارية لاتعلم بكل ماسبق، لكن تقاريرها تصل إلى أيدي صنانع القرار السياسي وتنتهي بسلة المهملات، لأنهم أضعف من حتى الجهر إعلاميـاً بتلك الحقائق.. ويفتقرون لأبسط مهارات إدارة اللعبة السياسية "دبلوماسياً" أو "اقتصادياً"، لذلك ظلت تركيا تتصدر الميزان التجاري العراقي بـ(12) مليار دولار سنوياً، جزء كبير منها بأقليم كردستان.

من الغرابة أن يتوسل الرئيس "معصوم" وبقية صناع القرار تركيا لوقف تصدير الارهابيين إلى العراق رغم أن مجلس الأمن أصدر في 24 أيلول قراراً تحت البند السابع يحرم أي تعامل مع الارهابيين أو تسهيل عبورهم عبر الحدود. فلماذا لا يستغلونه في الضغط على تركيا..!؟ أو على الأقل فضح ملفات حضانتها للارهاب أمام العالم أسوة بما فعلت مصر وسوريا..!؟

فشل الديبلوماسية العراقية شجع دول الجوار الأخرى كالسعودية والأردن بجانب تركيا على التمادي في استهتارها بالسيادة العراقية وبدماء الشعب العراقي، فأصبحنا نرى في شوارع الأردن مسيرات تحمل ألوية داعش وتهتف باسمها، فيما العراق يناقش زيادة الامتيازات النفطية المجانية التي يقدمها للأردن. ويعيد فتح منفذ "عرعر" التجاري مع السعودية ويتوسلها لزيادة حجم تبادلها التجاري عن (5) مليارات دولار، ويصفق لكلمتها في مجلس الأمن التي تصف قوات الحشد الشعبي بالمليشيات الارهابية..!!

لم أقرأ في كتب التأريخ عن دولة تجامل دول أخرى في ذبح شعبها بمجازر إبادة جماعية ودمار البلد كما يفعل العـــراق، بل وتكافأها بصفقات بترولية مجانية على مدار العام، وامتيازات اقتصادية يحلم بها أصدقائها، وتطلق سراح الآلاف من مجرميها الارهابيين المدانين بمجازر إبادة وتعيدهم لبلدانهم بطائرات معززين مكرمين، كما يفعل العــــراق...!! فهذا هو السفوط الأخلاقي والسياسي!؟

أليس في العراق حزب سياسي شريف واحد يطالب بطرد سفير إحدى الدول التي تفتح المعسكرات للارهابيين على أراضيها وتصدرهم للعراق، أو وقف التعامل التجاري معها، أو قطع الامتيازات الاقتصادية التي يمنحها لها، أو حتى حشد الناس بمظاهرات تندد بتلك الدول وتفضحها إعلامياً...!؟ أيعقــــل أن يصـــل بنا السقوط السياسي إلى هذا الحد المخزي الذي تحولت فيه الدمــاء العراقية إلى أرخص بضاعة تتاجر بها دول الجـــوار!؟