دبس حنظل

الصحفيون الرياضيون ،من أصحاب المهنة المسجلون بمفكرة شيخ المصححين محمد حنون اعتادوا استخدام تعبير خسارة بطعم الفوز لرفع معنويات اللاعبين اسود الرافدين ، وشحذ هممهم للفوز بمباراة اخرى وهز شباك الخصوم ، واعادة ثقة الجمهور بالمنتخب ،وجيب الكاس جيبة لإضافة نصر جديد الى المنجزات والمكتسبات العراقية في المجالات الرياضية والفنية ، والدراما التلفزيونية ، من خلال فضح ممارسات داعش ، ودولة الخلافة ، بمسلسل يرتقي الى مستوى تاثير الشعر الشعبي الحالي وأهازيج ها اخوتي ها في تغيير قناعات الرأي العام المحلي والدولي لقبول الخسارة بوصفها بطعم الفوز .
في سنوات الحرب العراقية الإيرانية ، كانت بيانات القيادة العامة للقوات المسلحة، تشير بشكل غير مباشر وفي بعض الأحيان بالتلميح الى حصول العدو على موطئ قدم على الأراضي العراقية ، فتثير التساؤلات في النفوس وبحدود ضيقة جدا عن حجم القدم ، فهناك من يعتقد بانها "رجل طنطل " ستحصد المزيد من أرواح الضحايا ، هذا الأسلوب في التعاطي مع المخاطر والأزمات والمشاكل والتهديدات الأمنية بمزاعم الحفاظ على الروح المعنوية ، مازال معتمدا لدى بعض وسائل الاعلام العراقية من فضائيات ووكالات انباء وصحف ومواقع إلكترونية فجعلت من "دولة الخرافة " سلاحا في الحرب النفسية ضد الإرهابيين ، من عناصر داعش ، ومن والاهم ، واحتضنهم ، وزودهم بمعلومات مهدت لهم احتلال محافظات عراقية.
قائد عسكري رتبة فريق ركن ، اعلن في لقاء متلفز وكان محاطا بفوج كامل من عناصر الحماية بان العدو ابتعد بمسافة اكثر من خمسة وعشرين كيلو مترا عن غربي العاصمة ، مستبعدا شن هجوم على قلعة الأسود ، وأمجاد يا عرب أمجاد ، وتجاهل الفريق الركن حفظه الله ورعاه الإشارة الى فقدان سيطرة الجيش على مساحات شاسعة تمتد من الفلوجة الى ابي غريب ، باتت تشكل مصدر خطر وتهديد ، فاثبت القائد العسكري صحة نظرية الخسارة بطعم الفوز وأعاد للأذهان حكاية "رجل الطنطل " .
عرف عن الانبار قبل عشرات السنين انها كانت تتعرض الى فيضانات تجتاح القرى القريبة من نهر الفرات ، وكانت الاستعدادات "اللوجستية" لمواجهة الخطر انشاء سدود ترابية بمساعدة وحدات من الجيش واختيار مواقع بديلة للابتعاد عن المياه والتزود والدبس ،من شخص يدعى حنظل طايس من سكنة ابي غريب لديه معرفة بمواسم الفيضان فيتوجه الى المناطق المهددة لبيع بضاعته ثم العودة الى منطقته بأسرع وقت ممكن ، تاركا في قرى الأنبار انطباعا سيئا ، وحالة من التشاؤم على الرغم من من حاجة الجميع لخدماته ، فقدوم حنظل مع دبسه يعني إعلان حالة إنذار جيم ، والاستعداد لمواجهة خطر الفيضان .
حنظل طايس توفي نهاية عقد الثمانينات بحادث سيارة على الطريق السريع بين بغداد والفلوجة ، وحضر مجلس فاتحته العديد من أهالي الأنبار بعد وصولهم خبر وفاة حنظل دبس .